الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

دوامة العميد

العميد يلعب سطراً، ويقفز على الآخر كعادته منذ فترة طويلة، يبدأ قوياً وتكبر أحلامه، لكنه سرعان ما يتنازل عن قمته، وهذا الموسم تحديداً وبعد انتهائه من معسكراته التدريبية الخارجية، والتي قدم خلالها مباريات عديدة، وحقق فيها جملة من النتائج الطيبة، استبشر مشجعوه بموسم رائع مكمل لختام موسمه الماضي، عندما أنهاه بفوزه ببطولة الأندية الخليجية، وهو اللقب الذي توقعنا أن تكون توابعه الإيجابية على الفريق بلا حدود، بل ذهب البعض إلى أن النصر في طريقه للعودة مجدداً لحصد الألقاب المحلية، ولا سيما بطولة الدوري التي غابت عنه لأكثر من ربع قرن من الزمان، لكن العميد والحقيقة تقال لم تظهر عليه الجدية الكافية التي تؤكد نيته وعزمه وقدرته على الوقوف من جديد على منصات التتويج، ولعل تفريطه في أبرز نجومه، وهو حبيب الفردان لمصلحة الأهلي، ثم البرازيلي ليما لمصلحة الشارقة، إلى جانب عدم وجود انتدابات محلية وأجنبية قوية لتسد الفراغ على الأقل هو أبرز ما يؤخذ على الإدارة النصراوية، ليس هذا فقط لكن المصاعب التي يعانيها الفريق من أجانبه تحديداً غير معقولة أو منطقية، فهذا توريه نجم الفريق وهدافه يفتعل المشاكل، ويتم توقيفه ليغيب عن فريقه في أربع مباريات متتالية، وفوق هذا يبدأ الفريق مشواره بغيابات مؤثرة في أجانبه، إضافة إلى سوء مستوى البعض منهم، وهو اللغز الذي دعا الكثير من متابعي العميد للتساؤل عن أسباب تكرار فشل الإدارات المتعاقبة على النادي في التعاقد مع لاعبين أجانب يصنعون الفارق، كما هو الحال في أندية مثل العين والأهلي والجزيرة وغيرها من الأندية، ولا سيما أن فرق الإمكانات الفنية للأجانب غالباً ما يكون الفيصل في تحديد نتائج أغلبية المباريات. باختصار، بدأ العميد موسمه الكروي الجديد بهدف في مرماه أمام بني ياس، قبل أن يلحق نفسه، ويعود بنقطة التعادل من ملعب النار، وذلك بعد أن أدرك لاعبه المميز حسن محمد هدف التعادل في الجولة الأولى من دوري الخليج العربي لكرة القدم، ثم ظهر الفريق بحال مختلفة جداً عندما نجح في دك مرمى الملك الشرقاوي بثلاثية غير متوقعة، لكنه سرعان ما سقط أمام الجوارح بهدفين مقابل هدف في لقاء البارحة، وهذا يعني أنه فقد خمس نقاط كاملة من أصل تسع نقاط في ثلاث جولات فقط، وهو مؤشر سلبي فيه الكثير من التحذير للنصر في قادم الأيام ما لم يسارع إلى تعديل أوضاعه، وإعادة النظر في أجانبه بشكل خاص، وفي بعض المراكز المهمة بالفريق بشكل عام، وبأمانة إن لم يستغل ما تبقى من أيام قبل غلق باب التسجيل، فسوف يظل العميد يدور في الدوامة نفسها التي اعتاد عليها منذ سنوات طوال، أحلام عريضة سرعان ما تتبخر.