الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

راحت من العين .. إلى العين

كان فريق العين قريباً للغاية من الوصول للنهائي الآسيوي الحلم، شأنه شأن منافسه الهلال الذي استفاد من ثلاثية مباراة الرياض أولاً، ثم من الهدف القاتل الذي أحرزه في استاد هزاع بن زايد، بينما أخفق زعيم الإمارات في استغلال كل الفرص التي أتيحت له في المباراتين، خاصة مباراة الإياب، التي لعبها تحت شعار «نعم نستطيع»، وللأمانة فإن الفريق كان بالفعل يستطيع أن يفعلها ويسجل بدل الهدفين ثلاثة وأربعة ويتأهل، لولا الأخطاء الدفاعية الكارثية التي هزت الفريق كالعادة، إلى جانب اختفاء جيان ورفاقه المهاجمين معظم فترات المباراة، إضافة إلى حادثة طرد جيان الذي خرج على المألوف حين تدخل بطريقة خشنة وغير مبررة مطلقاً مع زميله لاعب الهلال، على الرغم من كل الخبرات التى يمتلكها، ليسئ بتصرفه هذا لنفسه وشعبيته أولا قبل أن يسئ إلى فريقه وزملائه والمنظومة العيناوية كلها. وفي الحقيقة فإن طرد جيان وقبله هدف التعادل الهلالي، أسهما كثيراً في قتل المباراة وتحويل مسارها لصالح المنافس، الذي ضمن الوصول للنهائي، حيث كان من الصعب على العين أن يسجل أربعة أهداف أخرى، في ما تبقى من المباراة وهو يلعب بعشرة لاعبين فقط، وبالمجمل فإن العين لم يحسن الاستفادة الكاملة من حالة التوتر والخوف التي انتابت الشقيق السعودي منذ انطلاقة صافرة البداية، وحتى منتصف الشوط الأول من المباراة تقريباً، خاصة مع تقدمه بالهدف الأول المبكر تحديداً، ولو واصل الفريق وجهازه الفني الضغط على مرمى الهلال بقوة أكبر لربما أحرزوا المزيد من الأهداف، لكنهم تركوا الميدان للمنافس وتراجعوا للخلف بلا أدنى سبب معقول. وعموماً فإن ما حدث قد حدث .. ومن الأساس كنا نعرف أن فرصة الزعيم العيناوي قد تضاءلت كثيراً جداً إن لم تكن قد انتهت عملياً منذ أن فقد الفريق توازنه في الرياض وسقط بالثلاثة، لكننا مع ذلك كنا نستشعر أن العودة من بعيد ممكنة ولو بنسبة ضئيلة، معتمدين على الكرة وجنونها. أما وأن انتهت المنافسة على هذا الحال، فلا نقول إلا الحمد لله قدر وما شاء فعل، ولا يتبقى لنا الآن إلا أن نبارك للشقيق الهلال السعودي تفوقه في نتيجة المباراتين وتأهله للمباراة النهائية لدوري الأبطال، متمنين له كل التوفيق، كما نهنئ زعيم الإمارات على ما قدمه من أداء طيب بداية من رحلة التصفيات، إلى أن غادر البطولة وكلنا أمل في أن يصحح أخطاءه ويراجع مسيرته على أمل العودة لآسيا من جديد، وهو أكثر قوة وصلابة .. وأخيراً فقد صدق من قال إن المباراة راحت من العين إلى العين .. وما أصدقه من تعبير.