الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الزمالك .. لا بد من أضحية

كل عام وحبيبتي «الإمارات» وقيادتها الرشيدة وشعبها والمقيمون على أرضها والأمة العربية والإسلامية في كل بقاع العالم بخير وصحة وعافية إن شاء الله تعالى، وذلك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك جعلكم الله من العايدين السعيدين، وبالمناسبة فما زالت لعنة الأعياد والمناسبات السعيدة تطارد بعض الأندية في الكثير من البلدان، ومنها نادي الزمالك المصري، فمنذ سنوات طويلة للغاية وحتى الآن لا تخشى جماهير هذا الفريق العريق إلا من اللعب في الأعياد، تخشاه أكثر من خشيتها قوة المنافسين، وذلك لأن فريقها قد تعود على تجرع الهزائم المريرة أو على الأقل الخروج بنقطة التعادل مع حلول الأعياد، سواء كانت مباراته في الدوري أو الكأس، وأمام فريق صغير أو منافس قوي، أو كانت مباراته محلياً أو إفريقياً، بل إنه يخسر حتى في المباريات الودية أيضاً. وهكذا غالباً ما تكون ليلة العيد وأيامه من أكثر الليالي والأيام قسوة على جماهير الأبيض، أما بمناسبة حلول هذا العيد فقد كان الزمالك على موعد مع أضحية من نوع آخر، حيث أطاح رئيسه المحامي مرتضى منصور، الشخصية المثيرة للجدل، بالجهاز الفني الذي يقوده التوأم حسام وشقيقه إبراهيم على خلفية ضعف مستوى الفريق وتدني نتائجه، وخروجه من أبطال إفريقيا، وخسارته السوبر المصري من الأهلي، وغير ذلك من الأسباب. على الرغم من كل التعاقدات والانتدابات القوية والمكلفة التي تكفل بها مرتضى من أجل عودة الزمالك للبطولات من جديد، ولكنها كانت دون فائدة، ولعل منصور بإقدامه على إقالة التوأم يكون قد استبق الأحداث والإشاعات التي قالت إن التوأم على وشك أن يخلع من الزمالك في أقرب فرصة ممكنة نكاية بتدخل رئيس النادي في الشؤون الفنية لإدارة الفريق، وهكذا يكون حسام حسن اللاعب الكبير والمدرب الذي كان يتوقع له الكثير، قد هدم مستقبله التدريبي بيده حين تهرب بطريقة ملتوية من استكمال مهمته التدريبية مع المنتخب الأردني، وقيادته للتأهل إلى كأس آسيا كبرى البطولات الآسيوية، من أجل العودة للزمالك قد خسر كل ما بناه في السنوات الأخيرة، فلا هو صنع تاريخاً مع النشامى، ولا كتب سطراً ناجحاً مع الزمالك، ولا احتاط لحقيقة تاريخية تقول إن الزمالك مكتوب عليه أن يضحي كل عيد. ومثل حسام حسن هناك الكثير من المدربين، وأيضاً الكثير من اللاعبين الذين لا يحمدون الله على النعم التي رزقهم الله بها، فتراهم يتنقلون من ملعب إلى ملعب، ومن فريق إلى آخر، يدفعون الأكثر والأكثر من أجل حفنة دراهم إضافية، أو كتابة تاريخ جديد لكنهم لا يؤدون المطلوب، فيجلسون على مقاعد البدلاء إلى أن يأتي اليوم الذي يغادرون فيه النادي الكبير إلى آخر ربما لا يتعاقد معهم إلا بالواسطة وبأقل كلفة ممكنة.