الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

لا للتصعيد والوعيد

خرجت علينا بعض الأندية التي أكملت قيد لاعبيها في «الوقت الإضافي»، بتصريحات مختلفة تؤكد فيها بأن موقفها من القيد سليم «مية مية»، وأنها نجحت في مهمتها، حيث تقدمت بكل الأوراق الثبوتية اللازمة للتسجيل قبل أن يغلق اتحاد الكرة باب القيد والانتقالات، ودون النظر إلى ما إذا كان التمديد يتماشى مع القوانين واللوائح المنظمة أم لا، لأن المهم أن القيد كان وقتها مفتوحاً، وبذلك فإنها تضررت كثيراً من قرار منع لاعبيها الجدد من المشاركة في مباريات الجولة الخامسة من دوري الخليج العربي والتي أقيمت مبارياتها في ثاني أيام عيد الأضحى، ومن حيث المنطق فإن التبرير معقول ومقبول للغاية، لكن هذه الأندية وللأسف الشديد تناست أنها هي نفسها من كان وراء المشكلة برمتها بسبب تقاعسها وفشلها الذريع في حسم صفقاتها مبكراً وإنهاء أمور لاعبيها الجدد قبل أن تضطر للسهر على باب اتحاد الكرة إلى ما بعد منتصف الليل، وإلى ما بعد انتهاء الوقت القانوني المحدد سلفاً لتخليص إجراءاتها، كما أنها في الوقت نفسه تناست مبدأ أن ما بني على خطأ فهو خطأ، وحيث إن مبدأ تمديد فترة القيد لم يبن على معايير قانونية لا محلية ولا دولية من الأساس، فإن كل ما يترتب على ذلك يمكن اعتباره في حكم الملغى ما لم تكن هناك مبررات قانونية من شأنها أن تفسر ما حدث وتبرر التمديد لبعض الأندية دون غيرها. وفي ذات الشأن، فإنني لم أستغرب كثيراً دعوة الدكتور يوسف الشريف رئيس هيئة التحكيم الرياضي في اتحاد الكرة للأندية التي وصفها بالمتضررة، بشكوى اتحاد الكرة ولجانه إلى هيئة التحكيم التي يرأسها هو، إذا كانت هذه الأندية ترى أن الظلم قد وقع عليها، لكن دهشتي كانت بسبب تأكيده على أن قرار التمديد الذي اتخذته لجنة انتقالات اللاعبين من طرف واحد هو قرار سليم تماماً وليس فيه أي شيء على حد تعبيره، علماً بأنه استند على شرعية هذا التمديد قياساً على بعض الحالات المماثلة التي سبق وأن تمت في الدوري الإنجليزي بدل أن يستند في رأيه على قانونية الإجراء وملاءمته للوائح المنظمة، علماً بأن رئيس الرابطة الإنجليزية للمحترفين نفسه سبق له وإن أكد على أن الرابطة لم تتخذ قراراً بالتمديد منذ نشأتها سوى في حالتين فقط إحداهما كانت بسبب سوء الأحوال الجوية وبعد موافقة مجلس إدارة الرابطة، وتم فيه إعادة فتح باب القيد لكل الإندية، بينما كان التمديد الثاني يتعلق فقط بصفقة تبادلية بين ناديين محددين، وعموماً فإنه يظهر أننا ذاهبون إلى ما نحن متخوفون منه، وربما تعصف بنا الظروف إلى أكثر مما نتوقعه، ومن هنا وحتى أن يتكرم الفيفا علينا برأيه فإنني أطالب الجميع بالهدوء وخاصة تلك الأندية التي تسببت وشاركت في إحراج اتحاد الكرة أمام الرأي العام، لأن عليها أن تراجع موقفها وتعيد تقييم ما حدث منها وأن تبحث مع الاتحاد عن مخرج آمن للقضية بدل التفكير في التصعيد والتهديد والوعيد!