الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

العدالة على المحك!

أسوأ ما تفرزه المشاكل التي تتعرض لها الساحة الرياضية هو شخصنة الأمور، وتوجيه الاتهامات المبطنة والافتراءات. أقول ذلك لأنه ومنذ واقعة تمديد فترة القيد الشهيرة، وقبل ذلك بكثير، اعتاد أغلب الناس أن يصبوا غضبهم على رئيس اتحاد كرة القدم، محملين إياه شخصياً مسؤولية كل الأزمات التي تتعرض لها الكرة الإماراتية الواحدة بعد الأخرى، بينما تناسى هؤلاء حقيقة أن من تسبب في هذه المشاكل هم أشخاص آخرون منحوا كافة الصلاحيات لتسيير الأمور، وفق القوانين واللوائح، ولكنهم وأعضاء لجانهم ضربوا بكل الأعراف وانحرفوا بعيداً عن المسار المحدد لهم، لتكون النتيجة أزمة بعد أخرى ومشكلة بعد أختها، والغريب أننا في كل مرة تتأزم فيها الأمور لا ننظر إلى الأزمة من بابها الواسع، فنبحث في أسبابها الحقيقية وحلولها المناسبة، لكننا بدلاً عن ذلك تجدنا نفعل المستحيل بحثاً عن كبش فداء، لنطيح به حتى تهدأ النفوس، وكالعادة فإننا لا نجد ضالتنا المنشودة إلا في شخص رئيس الاتحاد، لأنه المخطئ الوحيد دائماً في قاموسنا. وهكذا فان الإطاحة بالسركال صارت أول اهتمامات البعض لحل أي قضية كروية مهما كان من يقف وراءها، وبغض النظر عن بساطتها أو تعقيداتها، بينما في الجانب الآخر فإننا لا نقرأ إلا النادر عن ضرورة محاسبة المقصرين والمتسببين الحقيقيين في نشوب هذه الأزمات التي عملت كثيراً على إضعاف مكانة الاتحاد، كما أننا صرنا لا نفاجأ كثيراً بالتقارير التي تحاول ودون سبب واضح أن تقلل من كفاءة هذا الاتحاد وإدارته لشؤون اللعبة، لأنها أصبحت من الضروريات لدى البعض، أما الحديث عن إنجازاته ودوره الريادي في رفع اسم الكرة الإماراتية في مختلف الصعد والمناسبات، وهو دور مشهود له أقر به الداني والقاصي، فإنه مستبعد من الاهتمامات التي لا يجوز لهؤلاء التطرق إليها. فهل بعد كل ذلك ننشد العدالة لدى البحث عن حقوق الأندية واللاعبين، ونتغاضى عن حق اتحاد كرة القدم في الإشادة والتقدير؟ من جهة أخرى، أود أن أقول إنه من المهم للغاية أن يكون للفرد منا آراؤه الخاصة التي يستقيها من قناعاته الشخصية في ما يطرحه لا من قناعة الآخرين الذين يريدون منه أن يتبناهم فكرياً، ويكون لهم بوقاً يتحدث بأسمهائهم، وينقل للناس أفكارهم التي لا يتجرأون هم على التصريح بها علناً، خاصة تلك الأفكار التي تحاول الطعن بأصحاب الإنجازات الحقيقية لتنسبها إلى آخرين، كما أضيف أيضاً إلى أن البعض منا لديه مصادره الخاصة التي تزوده عادة ببعض الأخبار الحصرية والبيانات والمعلومات، ولكن المشكلة أن بعضاً من تلك الأخبار صحيحة، لكن الكثير منها مخيفة، لأنها قد تفتقد المصداقية، ومن هنا فقد يفوز من يتبنى وجهة نظر هؤلاء بصفقة ناجحة أو عدة صفقات مدوية، لكنه حتماً سيندم كثيراً حين يفقد تاريخه الطويل الذي بناه لو خانه صاحبه إياه وأمده بخبر من النوعية القاتلة .. لهذا فالحذر الحذر!