السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

ملالا

وحدهم أصحاب الطموحات الكبيرة لا عائق أمامهم. جاء فوز ملالا بجائزة نوبل مناصفة مع الهندي كايلاش ساتوراثي كدليل دامغ على أهمية التعليم، ونشر رسالة الفكر المستنير في العالم. ملالا التي احتفى بها العالم أجمع انتظرتها وسائل الإعلام العالمية لأكثر من سبع ساعات حتى تخرج للملأ لتتحدث عن مشاعرها، وسبب التأخر يعود كما قالت إلى أن الجائزة لن تشفع لها للنجاح في الاختبارات. الكثير ينتظر أي عذر للتغيب عن العمل أو الدراسة، فتارة يخرج أحدهم من فصله الجامعي لوجود اتصال مهم كما يدّعي، أو يتحجج بقصر الإجازات ليمضي يوماً بعيداً عن مكتبه، فكيف بمن يتوج كأصغر فائز بجائزة نوبل ليصفه باليوم العادي! ملالا ترى ذاتها تلميذة كغيرها من تلاميذ أحد مدارس بيرمنغهام، وإن امتلكت هذا التاريخ الذي خطته في فترة وجيزة. إن هذه الكلمات البسيطة التي أعقبت الفوز أعمق بكثير من العناوين الكثيرة، وما قدمته المراهقة عمراً، الكبيرة فكراً يبين أن العلم هو مفتاح النجاح، ومتى ما توقف الإنسان عند حد معين منه فإنه يسقط في فخ التكاسل وبالتالي يفقد احترام الناس له. في زمن تطغى عليه أخبار قطع الرؤوس، والصراعات ما بين الطوائف المختلفة، نحن بأمس الحاجة إلى هذه النماذج التي تبث فينا روح الأمل بأنه ما زال هناك في العالم من يسعى في سبيل تحقيق السلام دون النظر إلى الدين أو العرق أو غيرها من التفريقات الاجتماعية، تسليط الضوء على الجانب المشرق من العالم سيبدد الكثير من روح الإحباط المستمر المنتشر في قلوب عدد من الناس الذين وصلوا إلى مرحلة الاكتئاب من عدد الصور المفجعة. مناهجنا اليوم كذلك هي بحاجة للتحديث المستمر ومواكبة التطورات، فمثال ملالا ووجوده في الكتب المدرسية سيكون محفزاً كبيراً للطلاب والطالبات على حد سواء للعمل المستمر، كما أن وجود الواقع في طيّات الأوراق سيفتح المجال لتعزيز أسلوب النقاش، وزرع أهمية متابعة الأخبار أولاً بأول لكي لا يشعر الطالب بالانفصال ما بين الواقع وما يدرسه. الدرس المستفاد من فوز ملالا هو عدم التقليل من الخطوة الصغيرة نحو السعي في درب الآمال، فهي مثلها مثل الكثير ممن له أمنية لكن الفارق الحقيقي يكمن في الإرادة، والإيمان الكامل بالفكرة ونتائجها، فجدار المستحيل يُكسر بالثقة. [email protected]