السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

البعد الاجتماعي في استراتيجية سلطان القاسمي للبيئة

المتابع للجهود البيئية المتواترة والمتنوعة في منظومة خططها ومناشطها التي يجري تنفيذها في الشارقة وما أثمرته تلك الجهود من منجزات قيمة في بعدها اﻻجتماعي يمكن أن يتبين حقيقة الأثر الفعلي للرعاية التي أحيطت بها هذه الجهود من حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. رعاية القرار البيئي ومتابعته وتوجيه إجراءات تنفيذه وتعضيد مقوماته وجعله واقعاً ملموساً في منظومة خطط العمل التنموي مطلب استراتيجي في استدامة فاعلية القرار البيئي، ويسهم في تمكين خطط العمل التنفيذي في المجالات البيئية والخدمية والتنموية وتعزيز مقاصد وأهداف الاستراتيجيات البيئية الموجهة لإنجاز أهداف التنمية المستدامة وتعضيد مقوماتها في حماية البيئة والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، وبالاتساق مع ذلك فإن وجود القائد السياسي المثقف يشكل ضمانة رئيسة في تبني السياسات والقرارات البيئية المؤسسة في بعدها اﻻجتماعي واﻻستراتيجي، كما أنه ضمانة في صون جودة العمل وفاعلية منجزاته وتمكينه من اﻻستدامة. إن ذلك مقوم مهم أسهم في تبني التوجه الاستراتيجي الموجه في الشارقة منذ سبعينيات القرن الماضي حيث جرى وفق ذلك التوجه إقرار قانون الصحة العامة وقانون البلديات وإنشاء بلدية الشارقة التي تولت إدارة عملية وضع الخطط الخاصة بالحفاظ على النظافة العامة وحماية المعالم البيئية البرية والبحرية وصون الأمن الصحي والبيئي للمجتمع، وتوافقاً مع التطور المتصاعد في النشاط الدولي البيئي بعد مؤتمر ريو للبيئة والتنمية عام 1992 وإقرار الاستراتيجية الوطنية للبيئة والقانون الاتحادي رقم 24 لسنة 1999 في شأن حماية البيئة وتنميتها جرى إنشاء هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، وأسهم ذلك في إحداث طفرة نوعية في خطط الشارقة ومناشطها البيئية وذلك ما بدا واضحاً في استراتيجيتها الموجهة في إقامة شبكة من المحميات الطبيعية المتنوعة في خصائصها البيئية، البرية والبحرية والساحلية والجبلية والسهول الفيضية والوديان، المؤسسة في مقاصدها وبعد أهدافها اﻻجتماعية كثروة طبيعية وضمانة استراتيجية لصون الحقوق البيئية للأجيال المقبلة ويتسق مع ذلك، الحرص المؤسس لصاحب السمو في صون الأنواع النباتية والحيوانية النادرة. إن صون الأنواع والعينات النباتية النادرة تدخل ضمن السياسة التي يتبناها سمو حاكم الشارقة في إعادة النباتات التي اختفت في المناطق البرية إلى بيئتها الطبيعية، ولضمانة ذلك الإنجاز جرى تبني استراتيجية متداخلة في مناهج خططها التنفيذية تمثلت في العمل على إرسال عينات من بذور النباتات البرية إلى بنك البذور البريطاني لحفظها والعمل في ذات النهج على زراعة الأشجار البرية في بيئات المناطق البرية، ودعم ذلك بتنظيم حملة التوعية البيئية لمرتادي المناطق البرية في الشارقة، وتماشياً مع الحرص الذي يوليه حاكم الشارقة، ورعايته للمنظومة البيئية، وأخذاً في الاعتبار ما تشهده البيئة الصحراوية من تدهور في نظامها البيئي جراء الأنشطة غير الرشيدة والعبث بمعالم نظامها البيئي، أصدر المجلس التنفيذي القرار رقم 9 لسنة 2012 بشأن منع التدهور البيئي في المناطق البرية في الشارقة، وتجسيداً لأهداف استراتيجية العمل الموجهة لصون نظام البيئة البرية حرص المشرع على تضمين القرار بالقواعد القانونية التي يمكن أن تسهم بشكل فعلي في ردع النشاطات غير الرشيدة التي تتسبب في تدهور الغطاء النباتي والإخلال بتوازن النظام البيئي في المناطق البرية. الخطط الموجهة للحفاظ على الحيوانات النادرة وصونها من المخاطر التي تهددها بالانقراض ضمن أولويات توجيهات حاكم الشارقة، وبالاتساق مع ذلك التوجه جرى منذ فبراير 2000 تنظيم ورشة العمل الدولية لصون الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في بيئات شبه الجزيرة العربية، وتعد الورشة من الإنجازات البيئية المهمة التي تضاف إلى رصيد جهود الشارقة وخططها في صون مكونات البيئات الطبيعي، وتوفر الورشة مناخاً للخبراء من المنظمات الدولية المختصة في الشأن البيئي والباحثين والمتخصصين من دول شبه الجزيرة العربية في تبادل المرئيات العلمية التي تفضي إلى تبني المخرجات العملية المؤسسة علمياً لبناء الاستراتيجيات الموجهة في مقاصدها لصون الحيوانات المهددة بالانقراض في بيئاتها الطبيعية. التوعية وبناء القدرات البيئية مقوم رئيس في محور خارطة اهتمامات حاكم الشارقة البيئية وأسهم ذلك الاهتمام في تميز الشارقة بأنشطتها في مجال التوعية البيئية، وتمثل ذلك في منظومة البرامج المتنوعة في موضوعاتها وأهدافها والتي أفرزت حراكاً مجتمعياً في الاهتمام بالقضايا البيئية وتبني المؤسسات الحكومية والتربوية والتعليمية ومؤسسات القطاع المدني والخاص خططها للتوعية والتثقيف البيئي. [email protected]