السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

هل نحن ندّعي الثقافة؟

اقترب معرض الشارقة للكتاب، ونحن الآن نعيش في أجواء معرض «العين تقرأ»، ومهرجان أبوظبي السينمائي .. فعاليات كثيرة، ودعم لا محدود يشهده الحراك الثقافي المستمر بكافة أنواعه سواء من حضور شخصيات كبرى أو تنظيم متميز، ولكن يبقى السؤال الأهم هل نحن مثقفون؟ الثقافة جزء منها دعم، ولكن الجزء الأكبر يعود للفرد ذاته، وللمجتمع ككل، فلا يكفي اليوم أن تقام المعارض وأن نشتري منها الكتب الكثيرة لتبقى بعد ذلك «كالأصنام» في البيوت، ولا يكفي أن نرى فيلماً جميلاً قصيراً لمبدع إماراتي فننهال عليه بالثناء دون أن نصارحه بالنقد، فبالنقد يستقيم العمل، ويتطور الإنسان. الثقافة المجتمعية تكمن في أن يكون الكاتب صاحب أفق واسع، فلا يحظر شخص عبر التويتر لمجرد انتقاده لكتابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أن يصيبه الغيظ أمام من لا يعجبه ما يكتُب، ولا أن يدّعي بأن ما يحصل من نقد هو مجرد رمي للشجرة المثمرة، البعض منا يكتُب كثيراً دون أن يطبق، يعامل الناس بود قبل أن ينقلب عليهم في أول امتحان تقييم. الثقافة المجتمعية في أن يكون القارئ صاحب مصداقية مع نفسه، يبتعد عن تصوير كتبه لأجل العرض في إنستغرام، وعوضاً عن تصوير كتاب كل أسبوع عليه أن يكتب تعليقاً ولو بسيطاً يشير فيه لرأيه نحو الكتب، الكثير يقرأ ليعرض أنه قارئ، ولكن ينسى أن القراءة عبارة عن تحليل لبعض الظواهر، وتعمق في جوانب ربما كانت مخفية، وقيمة الكُتب بما تطرحه علينا من تساؤلات. المدارس تنظم رحلات ثقافية إلى متاحف، والبعض منها يجلب المثقف ليحاضر بينهم، جميع هذه الخطوات جميلة لكنها لا تشكل الفرد الواعي، ولا الطالب الذي يعرف جيداً أهمية المكتبة على حساب «المول»، تمنياتي للمدارس بأن تمنح لكل طالب مشروعاً بعرض كتاب قد قرأه في معرض الكتاب، لا يهم نوع الكتاب فبعض المدارس تفرض الوصاية على اختيارات الطلبة، وتمنعهم من اختيار أنواع محددة من الكتب، نحن بحاجة للتنوع، وأن يعرض الطالب كتاباً يحبه أفضل من أن يكون حافظاً لكل سطر من كتاب عتيق لا تُفهم منه كلمة واحدة. اليوم نحن بحاجة إلى تقييم حقيقي لا يتوقف عند عدد الزوار لمشاريع الثقافة، ولكن يشمل النتائج الملموسة التي حققتها على مجتمعنا. [email protected]