السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الرابع من نوفمبر .. شكراً لـ «الرؤية»

هُناك تواريخ عصيّة على النسيان، حيّة داخل قلوبنا. في الرابع من ديسمبر كان المقال الأول الذي كتبته في «الرؤية»، ذلك اليوم أتذكر فرحتي بالصفحة التي احتضنت اسمي، ابتسامتي كطفل صغير يحقق ما تمناه، تحليقي في سماء البهجة بما أردته منذ زمان طويل، ومرت الأسابيع وفي كُل ثلاثاء كنت أمارس ما يمليه عليه ضميري في الكتابة عما يهم المجتمع. في كتابي الأول، عبرت صراحة عن موقف مع كاتب حين تجاهل كلماتي وقتما أردت التعليق عليه، وتساءلت حينها إن كان شرط الكتابة هو أن تبلغ من العمر عتياً، ولكن «الرؤية» غيرت الصورة، وأحيت الحلم من جديد، ومنها عرفت معنى أن يكون الإنسان صاحب رأي، ومنبراً كالمرآة يعكس خلاله صوت الناس. كانت تصلني أحياناً بعض الاتصالات من قرّاء أرادوا التعليق على بعض الأفكار التي أوردتها في مقالاتي، وأناس يتواصلون معي إلكترونياً لتبيين وجهات نظرهم المختلفة، فتعلمت أن رأي الكاتب لا حقيقة مؤكدة تثبته، ولا يقين للتسليم به، بل يوضع على ميزان المجتمع ليحكم ويقرر. مواقف كثيرة دوّنتها هنا، هموم ناس أرادوا التنفيس عن قضاياهم بلوحة قلم، ومشاهد تناولتها بجانب السخرية في أحيان، والجد في أحيان أخرى، هناك من غضب، ويوجد من وافقني، وفي كلا الحالتين ما جمعنا هو النقاش المحترم الذي يهدف للوصول إلى نقطة سواء. أثناء هذه الفترة كتبنا للوطن ولأجل الوطن، فالكاتب أحياناً يكون جندي كلمة في ميدان الإعلام، رددنا على كل الأصوات المغرضة التي تحاول النيل من منجزات الاتحاد، وأوضحنا لهم معنى التلاحم الذي يجمع شعب الإمارات وقيادته، فخير الكلمات تلك التي نصوغها لبلادنا الحبيبة. نحن نكتب لنؤرخ الحوادث التي تمر أمامنا، نكتب لنُفرج عن المشاعر المكتومة، ونكتب لنصيح بأصواتنا عبر أبواق الكلمات، كنت الكاتب الأصغر في بداية صحيفة الرؤية، ولله الحمد يوجد اليوم العديد من الشباب الواعي بأهمية القلم، ومسؤولية الكلمة، فأنت محاسب أمام محاكمة النفس أولاً حين تكتب. شكراً للأستاذ محمد التونسي رئيس التحرير، ولكل طاقم «الرؤية»، وشكر لكل القراء الذين أبحروا معي لعامين، أسأل الله التوفيق لـ «الرؤية» في مسيرتها، وتمنياتي بأن تواصل التميز في سماء الإعلام الإماراتي. من رابع ديسمبر إلى رابع نوفمبر .. من القلب شكراً. [email protected]