السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

التوعية البيئية في منظومة العمل اﻻستراتيجي

يتفاعل الجهد المؤسسي في العمل على إبراز الأهمية المحورية للتوعية وبناء السلوك البيئي في منظومة العمل اﻻستراتيجي لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، ويؤكد ذلك الجهد حضوره المؤسس في أهدافه ضمن منظومة الأنشطة البيئية المتنوعة في مناهجها واتجاهاتها المتمثلة في ورش العمل والندوات والملتقيات والمؤتمرات التخصصية التي تعالج منهجيات العمل لبناء السلوك والثقافة البيئية للمجتمع كمقوم استراتيجي ﻻ يمكن من دونه إنجاز الأهداف اﻻستراتيجية في إنفاذ القوانين، وفرض اﻻلتزام بالمبادئ واﻻشتراطات التي تعنى بقضايا العلاقة مع معالم النظم البيئية. ملتقى التوعية البيئية الثاني الذي نظمته إدارة البيئة في بلدية دبي أحد المشاريع اﻻستراتيجية التي تُعنى بمعالجة الأسس المنهجية للتوعية وبناء القدرات البيئية، ويجسد الملتقى البعد الاستراتيجي لمرئيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في توفير البيئة الصحية والنقية وابتكار حلول أكثر استدامة وتقديم أفكار واقعية قابلة للتطبيق، وتوسيع مساحة الحوار والخروج بأفكار غير مسبوقة تشمل كل القضايا البيئية، وعلى رأسها إنسان الإمارات وثرواتها ومواردها الطبيعية والتواصل مع أهل الاختصاص، وإشراكهم في الحوار للتعرف إلى التحديات التي تواجههم، وتساعدهم في التغلب عليها. تتمحور أهداف الملتقى في دعم الحس البيئي وتحسين السلوك اليومي لدى أفراد المجتمع والناشئة على وجه الخصوص، بما يراعي تبني الممارسات البيئية السليمة ورفع مستوى الوعي البيئي للعاملين في قطاع التربية والتعليم والقطاع الحكومي، وتطوير قدراتهم لتمكينهم من إيصال السلوكيات البيئية الرشيدة لأفراد المجتمع، ويتبنى الملتقى منهج عرض التجارب المتنوعة في مختلف مجالات التوعية البيئية التي يمكن من خلالها استيعاب مختلف المفاهيم والتحديات البيئية، واكتساب سلسلة من القيم البيئية الهادفة إلى تحسين واستدامة البيئة. محاور الملتقى ركزت على معالجة قضايا التربية البيئية ودورها في تطوير المناهج والبرامج البيئية في المدارس والجامعات ومحور الإعلام البيئي باعتباره عنصراً أساسياً في بناء الوعي البيئي ونشر مفهوم التنمية المستدامة، إضافة إلى محور الشراكة المجتمعية في تحقيق الاستدامة، حيث تم دعم هذه المحاور بتجارب ومشاريع متنوعة على أرض الواقع. المنهج الذي دعا إلى تبنيه صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عندما شهد جانباً من مختبر الإبداع لوزارة البيئة والمياه في إشراك ذوي الاختصاص للبحث عن أفكار مبدعة كان له حضوره في خطة عمل الملتقى، وتمثل في إشراك الأكاديميين التربويين والإعلاميين وذوي الاختصاص والمهتمين بالشأن البيئي والدوائر الحكومية والخاصة «أصحاب العلاقة» من الوزارات وبلديات الدولة، وذلك المنهج يسهم في إثراء التبادل المعرفي في مجال التوعية البيئية ونقل الخبرات والتجارب، وتعزيز التوجه المؤسس في وضع الأسس المنهجية المشتركة لاستراتيجية التوعية وبناء القدرات البيئية، ويفيد في الارتقاء بخطط العمل التنفيذي في بناء منهج مستدام للجهود المشتركة في تنمية الوعي، وبناء السلوك البيئي الرشيد للمجتمع، وإنجاز أهداف التنمية المستدامة. التوعية وبناء القدرات البيئية مؤشر رئيس في استراتيجية العمل البيئي في دولة الإمارات، ويجري إدراجها بوصفها مقوماً رئيساً في الأهداف الموجهة للقانون الاتحادي رقم «24» لسنة 1999 في شأن حماية البيئة، وتنميتها وبذات الأهمية يجري اعتمادها ضمن الاستراتيجية الوطنية للبيئة، وذلك يعزز التوجه الممنهج في تأكيد التزام دولة الإمارات بمبادئ المشروع الدولي البيئي في إنجاز أهداف التنمية المستدامة. المشروع الدولي للبيئة منذ المؤتمر الأول المنعقد في ستوكهولم عام 1972 المتمثل في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية، وضع قضايا التوعية وبناء القدرات البيئية في صلب مناهج العمل الدولي البيئي، ذلك ما يجري التأكيد عليه في المبدأ «19» من مبادئ وثيقة ستوكهولم الذي يشير إلى أنه «يمثل تعليم الأجيال الشابة، وكذلك الكهول في المجالات البيئية، مع إيلاء الاعتبار الواجب للمحرومين، عاملاً أساسياً لتوسيع نطاق الرأي العام المستنير، والتصرف المسؤول من طرف الأفراد والمؤسسات والجماعات في حماية وتحسين البيئة بأبعادها الإنسانية الكاملة». الملتقى جسد منهج المشروع الدولي البيئي في الاهتمام بالتوعية البيئية، وما نتمناه أن تجد مخرجاته واقعها في التطبيق. [email protected]