السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

لجنة التوعية في الشارقة .. مشروع نوعي

يصادف يوم غد 27 ديسمبر الذكرى العاشرة لصدور القرار رقم 12 لسنة 2004 الصادر عن المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة الذي أنشئت بموجبه لجنة التوعية والتثقيف البيئي في الشارقة واعتماد نظامها الأساسي، واللجنة كمنجز نوعي في خارطة العمل البيئي من وجهة نظر البناء المؤسسي والإداري والتنظيمي ونظام العضوية وآلية ومناهج عملها تعد مبادرة غير مسبوقة على المستوى الوطني والإقليمي أيضاً. تضم اللجنة في تركيبتها التنظيمية آليات متنوع الوظائف والأهداف في منظومة العمل المؤسسي واﻻجتماعي والبيئي، تتمثل في لجنة المؤسسات كسلطة عليا في إعداد ومراقبة السياسات، والأمانة الفنية كسلطة تنفيذية مسؤولة عن تخطيط وإدارة ومتابعة خطة العمل التنفيذي وتمثل الآلية المهمة في تنشيط عمل اللجنة، إلى جانب لجنة العمل التطوعي ووحدات العمل المهني المتنوعة المهام واﻻختصاصات، وتشمل اللجنة في عضويتها قطاعات العمل الرئيسة في المجاﻻت البيئية والبلدية والصحية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والإنسانية والثقافية واﻻقتصادية والأمنية والقطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني. إنشاء اللجنة تطلبته ضرورة توحيد الجهود المؤسسية لإنجاز أهداف تنمية الوعي وبناء القدرات البيئة واﻻرتقاء بمفاهيم العمل البيئي بما يفيد تعزيز قدرات ومقومات الرقابة البيئية وإنجاز أهداف الاستراتيجية الوطنية للبيئة. الخطوات الأولى لأنشطة وعمل اللجنة بدأت في فبراير 2000 بمناسبة يوم البيئة الوطني لدولة الإمارات وجرى التفكير في إنشاء اللجنة في إطار اﻻجتماعات المتخصصة ببحث اﻻتجاهات العملية وتحديد المخرجات المنهجية لتنفيذ أهداف استراتيجية التوعية والتثقيف البيئي لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، وجرت اﻻجتماعات برئاسة عبدالعزيز عبدالله المدفع رئيس الهيئة سابقاً الذي كان له الأثر الفعلي في بروز هذا المشروع الاستراتيجي. المقومات الرئيسة التي أسهمت بشكل فعلي في تيسير عملية إنشاء اللجنة تمثلت في الرعاية الدائمة التي يوليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بقضايا التوعية وبناء القدرات البيئية وتعزيز قيم ومفاهيم الثقافة البيئية في السلوك الاجتماعي وتقدير وتحفيز سموه لفريق العمل التنفيذي للتوعية والتثقيف البيئي، كما أن نهج الإدارة المفتوحة الذي تبناه «المدفع» والثقة التي يوليها لكادر إدارة التوعية البيئية وتوفر الكادر الكفؤ والمتفاني في عمله الذي أسهم بكفاءته التخصصية والمهنية في ابتكار وتطوير البرامج وآليات العمل التنفيذي للتوعية والتثقف البيئي، يشكل قوة دفع فعلية في تعزيز خطوات العمل لإنشاء اللجنة. الأهداف الرئيسة للجنة تتمحور في توحيد خطط وبرامج الدوائر والهيئات الحكومية والمؤسسات الأهلية والخاصة وتنظيم الجهود المجتمعية وتفعيل مساهماتها وتحقيق الخطط والبرامج، وتطوير مرتكزات وأسس التنسيق في مجال إعداد وتنفيذ خطط وبرامج التوعية والتثقيف البيئي، وتطوير البناء المؤسسي والإداري في المجال البيئي وتحفيز جهود العمل التطوعي وتوسيع مجالاته إلى جانب تحفيز مؤسسات القطاع الحكومي والخاص في تبني السياسات البيئية. آلية عمل اللجنة ترتكز على نظام دورة الانعقاد وتفتتح أعمالها في بداية أكتوبر وتختتمها في نهاية يونيو ويجري في سياقها عقد الاجتماعات الدورية وإقرار خطة العمل السنوية وتنسيق العمل في تنفيذ البرامج المشتركة، ووضع متطلبات استحداث البرامج التي تسهم في الارتقاء بعمل اللجنة وإنجاز أهدافها، وفي نهاية دورة الانعقاد يجري إصدار تقرير تقييمي لأنشطة اللجنة يعالج الجوانب السلبية في العمل، ويشخص المخرجات والمؤشرات الإيجابية للأنشطة للارتقاء بعمل اللجنة. اللجنة مشروع نوعي في العمل المؤسسي البيئي، ومنهج فاعل للشراكة في العمل البيئي، وبحكم ارتباطنا الفعلي بخطة عمل اللجنة كأحد العناصر الرئيسة في وضع مؤسسات الفكرة وصياغة نظامها الأساسي وتولي مهام الأمين التنفيذي حتى دورة انعقادها في العام 2012 يمكننا القول إنها منجز استراتيجي للشراكة وتجربة يمكن الاستفادة منها في إثراء العمل البيئي إذا ما أُحسن فهم مناهجها في إدارة العمل لبناء الشراكة والتنسيق المؤسسي في المجال البيئي. [email protected]