الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

رفقاً بالمرأة

يقول أحد المسؤولين إن مجتمعنا أصبح مجتمع المرأة، بحيث إذا فشل الولد أو خابت البنت أرجعوا ذلك إلى الأم. نعم يا سادة، لقد تحملت المرأة في زماننا هذا الكثير من الصعاب والاتهام بالتقصير ما لا يُطاق، وللأسف إنها تقارن كثيراً بحياة المرأة في الزمن الغابر، ويقولون دائماً إنهن تحملن ما لا طاقة لفتيات هذا الزمن من تحمل. نعم .. نقر بأن المرأة قديماً تحملت الكثير من الصعاب، ابتداء بتربية الأطفال تربية كاملة ورعايتهم، وهذا يحسب لهن كثيراً، ورعاية شؤون المنزل من مأكل وغسيل وتنظيف رغم بساطته، والرعي وصناعة بعض أنواع الغزل والحياكة وكثير من المهام. لكن هل معناه أن المرأة في هذا الزمن لم تكن على قدر المسؤولية التي أوكلت إليها؟ كلا، إن المرأة في هذا الزمن تتحمل الكثير من المسؤوليات والصعاب، إن لم يكن يساوي ما يتحمله الرجل، فربما أكثر. إخواني الرجال .. إن المرأة أصبحت مسؤولة مسؤولية كاملة في جميع مناحي الحياة. المرأة تخرجت في الجامعات لتشارك في جميع المهام وبلا استثناء، وتحملت المسؤولية بكل جدارة. أصبحت الموظفة والمربية والمعلمة للأولاد، والمشرفة على شؤون المنزل بشكل كامل، والرجل أصبح فقط مشرفاً عاماً لا أكثر ولا أقل. النساء أصبحن يذهبن لمتابعة شؤون الأولاد في المدرسة، وتمريضهم إن دعت الحاجة، وشراء احتياجاتهم من ملابس وغيرها، بل وأصبحت المرأة تتحمل جوانب الترفيه للأولاد، والسبب عدم مبالاة الرجل والإجحاف في حق زوجته، وبالذات إن كانت تعمل بوظيفة حكومية. وللأسف إن في الأزواج من أصبح يلجأ لهذا الاستغلال. باختصار، أصبحت هي المدبرة لكل شؤون الحياة الأسرية. من خلال عملي في القطاع الخاص وفي قطاع الإنشاءات بالذات، أتلقى الكثير من الاتصالات، وأذهب لبعض الفيلات والمشاريع، وأتفاجأ بأن من يقوم بمتابعة بناء المنزل الزوجة، فأسأل بعضهن أين أزواجكن، فيقلن يا أخي أنا التي تصمم وتبحث عن المقاول والاستشاري، وأكون المشرفة على البناء حتى النهاية. في الواقع إن التكيف مع الحياة وإخراج ما فيها من سلبيات وإيجابيات، يأخذ كلٌّ ما يتفق وحاجته وطبيعته، أمر مثمر. اعلم أخي الرجل أنك إذا كان لك نصيب من النجاح في حياتك الأسرية والعملية، فإن خلفك امرأة حمت لك ظهرك، وقالت لك يا زوجي العزيز (اطمئن فأنا أحميك من الخلف وأنت امضِ في نجاحك وتفوقك، وأنا مستعدة لأن أتحمل كل الصعاب في سبيل نجاحك). [email protected]