الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

بين خيارين

عندما نشعر بأن كل شيء يتهاوى سريعاً حولنا وينثر رذاذ الصمت ورماد الخيبة فوقنا، لا بد من اللجوء إلى الله أولاً وأخيراً، وقد نعلن الاستنفار مما يحصل خلف الأبواب للحياة المهنية. كانت كما عادتها ابنتي تذهب إلى العمل فرحة مستبشرة بالقادم الأجمل، يوم خميس يزهر لمن ينتظر وقوده الشهري المعتاد وصرفه للمستلزمات المنزلية والحياتية المختلفة بجانب الديون التي تلاحق الجميع، لا شيء آخر.. فقط تفاجأت بأمر تلك الورقة التي وجدتها فوق مكتبها وبجانبها بعض الموظفين الإداريين، وصعقها بخبر التوقيع على الاستقالة أو فصلك من العمل .. بعض التفاصيل مزعجة جداً. دارت عليها الحياة وفكرت بأمر مديونيتها وأين هي كمواطنة تعامل هكذا من هيئة حكومية، هي لم تنكر إرسالهم إنذاراً لغيابها مسبقاً .. أغلب الأحيان المرأة الموظفة مظلومة، فالكثير لا يفكر بما تعانيه في حملها ووضعها وعاتق التربية المهم، وظيفتها كانت كفيلة أن تدر عليها ما يساعدها وزوجها من مصروفات مع حياة أكثر صعوبة اليوم وما فيها من غلاء الأسعار ومسكن للإيجار وإلخ.. أعلم أنها تعدت مدة الغياب المسموح بها وتغيرت القوانين طبعاً، مرضها ومرض صغيرها المتكرر أسهما في صعوبة الأمر .. فكانت تضطر للغياب لأنها تعلم أنها لن تستطيع الصمود في مكتبها رغم أن أسباب أعذار غيابها موقعة من قبل المستشفيات ومحفوظة لدى إدارتها إلا بعض الأوراق .. فقد رفضت من قبل أصحاب القرار. مؤسف حقاً أن تكون المرأة ضد بني جنسها، مؤلم أن لا يكون هناك تعاطف إنساني مع امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة، آلمني وضعها وحزنت لأجلها .. هي الآن تبحث عن وظيفة، وهي حامل في شهورها الأولى .. ولديها خمس سنوات خبرة وشهادة جامعية قد تؤمن لها وظيفة تعينها على صعوبات الحياة بجانب البنك الذي قد يطالب بحقوقه المالية في أي وقت. كل ما أتمناه من الله أن يفكها من ديونها وتحصل على وظيفة بأسرع وقت ممكن ومثلها كل محتاج. عندما أفكر في حالها أو حال من شابهها .. هل سيكون الغياب مصدر قلق وطرد من العمل؟ وإن كان ولا بد، فلماذا لا يتم نقله مثلاً إلى إدارة أخرى كعقاب مؤقت من دون فصل؟ [email protected]