الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

مصاص الدماء الداعشي

تميز الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل الذي وهبه له الله تعالى، العقل الذي قد يستخدمه في سبيل الخير فتكون النتيجة عبقرية وإبداعاً ليس لهما مثيل. كما قد يستخدمه في سبيل الشر، فيتفتق عن ذلك أمور قد تبلغ من الفظاعة والبشاعة درجة قد تجعل الشيطان يقف حائراً أمامها. الإنسان أذكى المخلوقات، كما أنه أكثرها حقداً وكراهية، فقد يفعل بأعدائه كما يراهم هو أعداء من جهة عقيدته الفاسدة ما قد ترتعش منه الوحوش الضارية وتهتز منها الجبال. ما هذا القلب؟ وما هذه النفس التي تتملك هذا الإرهابي الخسيس الكافر المسمى بالداعشي عندما يقوم بإعدام رجل أعزل بطريقة بشعة لا تمت للإنسانية بأي صلة؟ حرق هنا ونحر هناك، وتعذيب في كل مكان باسم الإسلام وهو منهم براء. يستخدمون وسائل إعدام لم يشهد لها التاريخ الحديث شبيهاً، ولم تعرف سوى في العصور الغابرة. قوة عسكرية إرهابية أنشئت من قبل عدة دول معادية للإسلام وهذا أمر لم يعد يخفى على الجميع، قوة فاسدة أسست على القتل بجميع أنواعه وبالتلذذ أيضاً، فقط على العرب والمسلمين بالذات. قامت الدنيا ولم تقعد هذه الأيام عندما شاهد الجميع طريقة إعدام البطل والشهيد بإذن الله معاذ الكساسبة بطريقة بشعة وعديمة الإنسانية والشعور. تجرأ هؤلاء الإرهابيون - عليهم من الله ما يستحقون – على حرق رجل وبكل برود. أيها الأنذال المجرمون الأشرار والوحوش... يا أتباع الشيطان اللعين، يا من هدرتم الأرواح البريئة التي حرم الله قتلها إلا بالحق، يا من شردتم الأسر ويتمتم الأطفال، يا من أدخلتم الأحزان إلى قلوب الأمهات والآباء وهم يتجرعون مرارة الأسى والحزن على مصابهم الأليم. أقول لكم، أليس فيكم ذرة من الإنسانية، أليس في قلوبكم ذرة من الشفقة والرحمة؟ أماتت ضمائركم وشلت مشاعركم فأصبحتم تجدون لذة في سفك دماء المسلمين بالذات؟ ألم تعلموا أن لهؤلاء الضحايا أمهات وآباء وأطفال وزوجات وأهل وأحباب يتلوعون وتحترق قلوبهم ألماً وحزناً من جراء أفعالكم المجرمة؟ ألم تسألوا أنفسكم يوماً لماذا فعلتم كل هذا؟ أهو الولاء الأعمى لسيدكم الشيطان الأكبر؟ هل يعقل أيها المجرمون الفسقة أن تعيشوا في هذه الحياة وليس لكم هدف؟ ألم تخرجوا من بُطُون أمهاتكم لكي تكون لكم حياة سعيدة يغلفها العيش بأمان وسلام وأن تتكاثروا بين الأمم ويفتخر بكم نبيكم يوم الحساب؟ لقد وصل الحال بالفكر الداعشي المتشدد أنه سيقتل حتى أبيه إن كان في المعسكر المخالف. [email protected]