الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

درس عظيم تعلمناه

نعلم جيداً أننا في الدنيا مجرد ضيوف سنرحل رضينا أم أبينا، فاللـه سبحانه وتعالى مطّلع على القلوب، ويعرف متى سيتوقف نبضها وتُوارى الثرى، والمؤمن التقي هو الناجي بإذن اللـه، وسيخلد في جنات الفردوس. كما أن الحرص على ثقل كف الأعمال الصالحة دون الأخرى ضروري، لذا احرصوا دائماً على حياتكم بالغذاء الروحي الذكر والقرآن، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور وإلى اللـه راجعون. لا تنسوا أن تستمتعوا مع أحبائكم، اقتربوا أكثر، زينوا قلائد أرواحكم بالحب والألفة، أيقظوا إنسانيتكم وضمائركم الميتة، وأحيوها بالإيمان واصنعوا الفرح أينما كان، ولا تجعلوا الدنيا مصدر همكم، هناك حياة أخرى في الآخرة تنتظركم، فاسعوا إلى حصاد أرواحكم بالطاعات وزرع بذرات الخير. اعدلوا في حساباتكم وكونوا على يقين بأننا أمة محمد صلوات اللـه وسلامه عليه، نحن الفائزين دائماً عن بقية الأمم والديانات الأخرى، ألا يكفي أن رسولنا الكريم صلى اللـه عليه وسلم سيقف شفيعاً لنا يوم الحساب، نحن نحتسب أجر كل طاعة وعبادة وعمل خير، ونرجح الأفضل للفوز برضا اللـه وثوابه. يوم الاثنين كان يوماً قاسياً جداً علينا، فشهد وفاة أخي عبداللـه، يرحمه اللـه، بسكتة قلبية وهو على رأس عمله بعد أن صلى الفجر مرتدياً زيه العسكري، صدمة لم نكن نتوقعها أبداً، كان الوعد أن تلتقي العائلة في المزرعة، والكل سيكون متأهباً للقاءات والهدايا، ولم نتوقع أن مفاجأة القضاء والقدر ستفجعنا وتؤلمنا بدرجة فظيعة جداً. لم نكن ندري أننا لن نراه أبداً، هذا الموت مزعج حين يأتي خلسة ليسرق لحظات الفرح ويجعلنا حطاماً، لا اعتراض على حكمة اللـه تعالى، ولكن حين تفقد إنساناً عزيزاً كان ذات يوم يضحك ويتحدث أمامك ويمازحك ويحتضن أبناءه ويلعب مع أبنائك، فذلك مؤلم جداً. أذهاننا غير مستوعبة حتى الآن، الصدمة هزتنا بعنف، اليوم تعلمنا درساً عظيماً في هذه الحياة، علينا ألا نثق بالحياة أبداً، فالموت قريب منا، ولا بد من التسامح والتسلح بالطاعات والبعد عن المعاصي. رحمة اللـه عليك يا أخي عبداللـه، جعل اللـه مثواك الجنة، وجمعنا وإياك تحت مستقر رحمته .. إنا للـه وإنا إليه راجعون.