الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

القناة المحرِّضة

في حياتي القصيرة لم أشاهد قناة إعلامية تحريضية ومستفزة وناشرة للفتن كقناة الجزيرة الفضائية، إنها مؤسسة إعلامية قامت على أساس حرية التعبير والكلمة وتمكنت في بداياتها وبخبث من استقطاب شريحة كبيرة من المشاهدين من خلال طرح برامج تشد من يراها للمشاركة والتفاعل معها بكل حرية .. ولم يكن الأغلبية المساكين يعلمون أنهم يستدرجون لأمر عظيم في الفتن في المستقبل القريب. قناة مع مرور الأيام بانت مآربها وأصبح الجاهل قبل المثقف يعلم أنها أصبحت أكبر داعم لحزب الإخوان المسلمين البائد، وبث ونشر سموم أفكارهم وخبثهم في جميع أرجاء المعمورة لاستهداف كل من يكون ضد هذا الحزب الإرهابي أو غير مناصر له. بكل جدارة أصبحت هذه القناة المشؤومة تصيب كل من يشاهدها بالاكتئاب والخوف والهلع من المصير المظلم والهلاك للحرث والنسل في مقبل الأيام، والسبب هو ما تصنعه وتروج له من خلال الأخبار والبرامج والتحليلات المثيرة حول مجريات الأحداث السياسية التي يشهدها الوطن العربي .. ومصر بالذات على مدار الساعة، من خلال تلفيق الكثير من الإشاعات والأكاذيب المعدة من قبل أعداء الدين والوطن العربي فيها. أصبحت القناة مجرد بوق فتنة يتناوب أصحاب المآرب الخبيثة على الظهور عليها ليدلون بدلوهم وآرائهم وتحليلاتهم وتعليقاتهم بشأن كل ما يسيء لوطننا العربي، ووفقاً لما يُملى على القناة من أطراف أو قوى سياسية وبما يخدم أهداف تلك القوى السياسية. الأمر المستغرب هو ما حصل من قناة الجزيرة بعد المصالحة الخليجية، فإذا بالأمور تنقلب رأساً على عقب وتعود قناة الفتن لسابق عهدها بالتحريض، وبالذات وبلا هوادة على الحبيبة مصر، والعودة إلى بقايا جماعة الإخوان الإرهابية وترويج مفاهيم محددة لتبرير العنف والتطرف لمصلحة الإخوان، وشن الحرب والأكاذيب السياسية الملفقة وتشويه الحقائق. وللأسف كل ذلك يقصد به الإساءة لمصر والمساس بوحدة الأمة العربية، من دون فهم طبيعة الجرم الذي يرتكبونه في حق مصر، وأنه تصرف أحمق لأنهم يعلمون أن مصر قلب الأمة. لكن .. ماذا سينتج من وراء استمرار دعم الفتنة في هذه القناة، ودعم القناة للفتنة .. لا شيء سوى العبث بالصف العربي .. عبث سياسي متهور لا طائل منه سوى التفرقة ودمار البلاد، وإهدار الثروات على اللا شيء، فالناس باتوا أكثر وعياً ولن يفلح المغرضون في تفتيت الأمة. [email protected]