الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

جرِّب .. لعلَّها تصيب

اعتدت من إدارة المشروع الذي أسكن فيه اهتماماً منقطع النظير بجمالية المكان ونظافته وتنسيقه وترتيبه، وهذا ما يجعلني كثيراً ما أتغاضى عن عيوب أخرى قد تكون لا شيء مقارنة بالرضا الذي أكنه في داخلي عن المميزات الأخرى. كان يعجبني تنظيفهم للمرافق العامة بشكل دائم حتى مناطق صف السيارات كانت تغسل بالماء والصابون مرتين كل أسبوع. ولأن برجي مكون بشكل رئيس من زجاج، فالتنظيف يكون بشكل دائم وبشكل متقارب قبل أن تتسخ النوافذ وتغبر، لكن لاحظت في الفترة الأخيرة تراجعاً في كل هذه الأشياء التي أحبها. مرت أسابيع دون أن يتم تنظيف مواقف السيارات حتى تراكم الغبار، خصوصاً بعد العاصفة الرملية، حتى النوافذ مرت عليها شهور دون أن تنظف. تغاضيت عن هذه الأمور وقلت ربما تغيرت الإدارة المسؤولة عن المشروع، أو ينتظرون استقرار الجو، ووضعت مئة عذر وعذر حتى لا أتواصل معهم، وخصوصاً أني لست من النوع الذي يطالب بأشياء ولو كان شيئاً من حقوقي إلى حد ما. قبل يومين اضطررت للاتصال بإدارة الصيانة لإصلاح عطب ما، وبعد أن أعطيتهم التفاصيل أخبرتهم عن ملاحظاتي، وعن التراجع الكبير في موضوع الاهتمام بتنظيف مواقف السيارات والزجاج والنوافذ والممرات، وقد أبدى رجل خدمة تلقي المكالمات أسفه ووعدني برفع ملاحظاتي للمسؤولين. في اليوم التالي لاحظت حركة غير طبيعية في طابق مواقف السيارات، ووجود رجال يقومون بجولات تفتيشية يفتشون المكان وينقبونه، وبتقدمي مزيداً من الخطوات لاحظت سيارات التنظيف تجوب المنطقة وتنظفها ذهاباً وإياباً بالماء والصابون. تفاجأت كثيراً من سرعة الاستجابة وانصدمت لأني لم أتوقع أن يكون لكلامي وزن أو أهمية عندهم كما اعتدت في أماكن كثيرة، ولكنهم أبهروني! ولو علمت الغيب لأبديت ملاحظاتي منذ زمن طويل. العبرة من هذه القصة أنه عندما ترى خللاً معيناً حاول أن توصل ملاحظاتك للمسؤولين لعلها تحدث تغييراً، وإن لم يلق كلامك أي اهتمام فيكفيك شرف المحاولة. يستحق التأمل: «أراك مدينة كثيفة البنايات». [email protected]