السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

الجار المؤذي

نعم الله على العبد كثيرة، لا تعد ولا تحصى مهما حاولت أن تحصرها، ومنها نعمة الجار الحسن لأنها إحدى مصادر السعادة في الدنيا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربعٌ من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق». الجار أصبح أنت وحظك في هذه الدنيا، بحيث من الممكن أن يكون نعم الجار أو بلاء واختبار من رب العالمين لك، لأنه ربما تكون بعض أفعاله المؤذية سببها أنت، حيث لم تُعِره الاهتمام والمكانة التي يستحقها منذ البداية، وربما يكون سببها هو نفسه، بحيث ربما يعاني عقدة النقص، ويحاول بشتى الطرق أن يقول للجار القريب والبعيد أنا هنا. إن حصلت مشكلة وتزيد يوماً بعد آخر ولم ترَ بوادر لحلها، وقررت أن تترك جيرته، وتذهب بعيداً، لكن ليس بالإمكان الانتقال لأسباب جغرافية وتاريخية وأسرية، فهنا المرض يصبح عضالاً ولا علاج له سوى الاجتثاث. وما الحل في جار يعترف هو أنه مصدر إزعاج لجيرانه ويعتبرهم ضده، ويود أن يطبق فيهم ما يراه صحيحاً من وجهة نظره، وليس ما هو في صالح الجار وأهله. الغريب أنك تكون في وضع جيد، وتعيش حياة رغيدة وهنيئة، في مستوى معيشي يرتفع يوماً بعد آخر، وجارك ينظر إليك وكل همه أن يزيل عنك هذه النعمة، ربما يكون السبب الحسد، وربما يكون سببه وباء لفيروسات تعيش في جسد الجار مؤثرة فيه تأثيراً كاملاً ومسيطرة عليه، وتحاول أن تنقل هذا الوباء والتأثير للجار الآخر، ويتغافل الجار أن الفيروس المعمول في مختبراته مثله مثل السلاح القاتل، يقتل الجميع، وقد يقتل حتى مصنعه الحقيقي أو خازنه. أحياناً يكون قدرك أنك في نجاح دائم، وهذا ما يسبب إزعاجاً دائماً لجارك، وتجعله في حرج أمام أسرته، فلا يود أن يحذو حذوك بل يقوم بأذيتك وخلق جميع أنواع الفوضى والاضطراب داخل بيتك، ولا يستطيع .. ويعاود الكرة، وتفشل المحاولات مرة أخرى، فهل تظنون أنه سيتوقف!؟ كلا .. حتى إشعار آخر. الأمر المستغرب أيضاً أن جارك ربما يعيش في ثراء ونعمة ولا ينقصه في هذه الحياة شيء، إلا أن ذلك لا يكفيه، إذ يحاول بشكل مستمر أذية جاره، وبشكل واضح من خلال دعم بعض الصبية وتحريكهم بالمغريات كالدمية لزرع الفوضى بإطلاق الإشاعات والأكاذيب الطفولية والتي لم تنطلِ إلا على الجار المؤذي، ومن يلعب في حارته. [email protected]