الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الخذلان صفة ملازمة للبشر

نسمع كثيراً المقولة التي تقول إن الحياة مدرسة نتعلم دروسها بعد امتحاناتها، على عكس المدارس النظامية التي نقضي فيها ثلث أعمارنا تقريباً حيث تأتينا الامتحانات بعد أن نأخذ ونفهم دروسها. ومع عدد سنوات عمري القليلة نسبياً، كلما كبرت تيقنت وتأكدت من أن الخذلان صفة ملازمة للبشر سواء بقصد أم دون قصد. أحياناً عندما يخذلني شخص ما وأخفف عن نفسي باسترجاع هذه الحقيقة أقول في نفسي: وهل من العدل ومن سمات الشخصية السوية أن تفكر بهذا المنطق؟ وهل تعرضي للخذلان كثيراً في حياتي جعلني أعمم هذه النظرية؟ لا أعرف، ولكن أؤمن أنها جعلتني لا أتوقع أي شيء من أي أحد، وبالتالي أقلل من الألم النفسي الذي يصاحب شعور الخذلان .. وفي المقابل عندما لا أُخذل ويقوم شخص ما بعمل شيء لي لم أتوقعه أشعر بالسعادة الجمة والامتنان، حتى لو ناولني ورقة سقطت من يدي! الخذلان على الرغم من ثقل أثره على النفس إلا أنه أحياناً يكون دون قصد، كأن تكون في حاجة صديق في موقف حرج فيخذلك، فلو كنت مقتنعاً أن هذا الخذلان جاء دون قصد وأن الإنسان مضطر أحياناً لظروف فوق طاقته وإرادته أن يخذل حتى أحبابه، فسيمر هذا الموقف دون أن تشوب علاقتك بصديقك أي شائبة، وحتما ستلتمس له سبعين عذراً. أعتذر لمن ستجعله هذه المقالة يتشاءم ويفقد الأمل في كل من حوله، حتى أنا أشعر بالشؤم من هذه النظرية التي تكبر بي، إلا أنه لا شيء يخفف عني سوى معية الله، وأن الله لا يخذل عبداً لجأ إليه وطرق بابه. وكلنا يحفظ الحديث: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله». يستحق التأمل: «إن الله على كل شيء قدير». [email protected]