الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

سطحية في هيئة مقال

كتابة المقالات هي وسيلة أخرى من وسائل نقل الخبرات أو وجه آخر من وجوه الرقي في المجتمعات أياً كانت طبيعة تلك المجتمعات عربية أو أجنبية .. ذات حيز خاص أو عام، متشابهة مع العديد من المجتمعات الأخرى، في الآونة الأخيرة أصبحت الأعمدة الصحفية معياراً آخر تقاس عليه طبيعة الكم أو النخبة المثقفة من أي بلد، لما لها من أهمية بالغة في التأثير داخل المجتمع. أصبحت قراءة تلك الأعمدة الصحفية واجبة للاطلاع على وجوه أخرى من حياة الشعوب والبلدان، ولنقل المعلومات كذلك وتداولها .. لكن في الفترة الأخيرة لا أدري لماذا بدأت أشعر أن الكثير من الأعمدة في صحف مختلفة محلية كانت أو عربية سطحية بشكل كبير وملفت للعقل، ففي الأسبوع الفائت وجدت عموداً لكاتب محلي يتحدث عن الفن التشكيلي، وقد أغرق مقالة بطابع وأسلوب سطحي جداً لم يعالج به الموضوع المطروح بشكل موضوعي أو علمي أو ذاتي نقدي. اختلف معي البعض حين صرحت برأيي الشخصي، وقيل لي إن الكاتب يكتب بأسلوب ساخر لكن استوقفتني كلمة (ساخر)، ولم أجد أي (أسلوب ساخر) في المقال الذي كان يسخر من موضوع بيع اللوحات الفنية، لكن وجدت أن تسطيح الكاتب للفكرة بشكل كبير إهانة ليس للفن التشكيلي بحد ذاته بل في إيصال فكرة للعالم بأننا مجتمع لا يهتم بالفن الذي اهتمت دولتنا البهية به في الآونة الأخيرة .. ووضح ذاك الأمر في عدد المعارض الفنية التي استقطبتها الدولة. لست في صدد الحديث عن الفن التشكيلي وكمية اللغط الذي كُتب في ذاك العمود، لكن تدحرج بعض مستويات الأعمدة الصحفية في صحفنا المحلية وفي الصحف العربية أمر مشين جداً، لا يعي البعض أن تلك الأعمدة هي ليست مساحات بيضاء لملء فراغات صغيرة في الصحف، بل هي مرآة للشعوب التي ينبثق منها ذاك الكاتب الصحافي الذي هو ابن بيئة المجتمع الذي يكتب عنه ومنه .. وإعطاء صورة حقيقية وجميلة عنه واجب على عاتقه الكتابي الخاص والعام. [email protected]