الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

يوم المرأة العالمي

المرأة هذا الكائن الجميل العطوف، المُبَعِثر لمساته صفحات التاريخ والحرية والأحلام العظيمة، العاطفة الجياشة في المجتمع الكبير.. إلى اليوم تبقى المرأة النصف الحلو للرجل، القبلة الأولى نحو الشمال لِضلعه الأيسر، فوق راحةِ كفه تسكن بهدوء لتؤمن له الطمأنينة والسكينة، ترسم بأناملها الحريرية جدارية أتقنت عظمتها بالولاء، بأنامل ثقة واعتزاز ليبتسم لها من نافذة الحنان والعِشرة وكأنه يهديها العطاء فوق طبق من وفاء. الأم .. القطرة الأولى من ساقية الحب لعطش الأبناء، الرواية التي لا تنتهي، ولو صغتها بمشاعركَ وأصابعكَ العشرة، الأم هي الأجنحة الوارفة لفلذات أكبادها، الصدر الحنون، المتسلقة أغصانه أجساد صغارها الرضّع. هي الزوجة التي تَقطُر عشقاً ووفاء من شهد روحها، القلب النابض الصبور لمزاجيات الزوج المزعوم والمشغول، هي المدرسة الجامعة حولها زهرات ملونة كي ترويها صبراً وعلماً وجهداً.. على مدى السنوات الماضية والقادمة من العمر هي الشمعة في الظلام الدامس والضوء للنصف المعتم الآخر فوق الأرض، الأم حورية ناعمة تحت سدرة السماء. يخيل من الوصف أن ما تحتاجه أكثر من هذا، فما نثمنه لها قليل، وحقها أكبر فوق هذه الأرض .. كيف لا والجنة تحت أقدامها، هي الأم والأخت والعمة والخالة، مُجتمعة في كائن واحد، بمسمى رقيق إنسانيته عالية. الجنس الأنثوي الناعم الضعيف القوي وقت المخاض.. شخصية المرأة تكمن في ذاتها وكيانها المخلوق من ضِلع الرجل، إيمانها يتمحور حول صبرها وذاتها القوية وكيفية تحويله إلى عطاء للجميع، أنثى يحمل داخلها رفاهية مشاعر خاصة بغض النظر عن الأخريات من هذا الجنس الناعم، اللاتي افتقدن هذا الإحساس بطريقة مقززة واتجهن نحو سوء الأخلاق وغلظة القلب. أنا مؤمنة أن البيئة والمجتمع عاملان مشتركان قادران على تحويل كيان امرأة ضعيف إلى مسيطرة خارجة عن نطاق أنوثتها، فالمقومات الأساسية للمرأة ركيزتها المنزل أولاً وأخيراً ثم الوالدان والتنشئة. لكل امرأة نقية، طيبة، حنون، معطاء، ووفية، أيامكِ أسعد بقرب من تحبين، كل عام وأنتن أقرب إلى الله. [email protected]