الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

عائلة تويتر

تويتر باحة الملايين الإلكترونية التي يجتمعون فيها ليتحدثوا بصوت إن أردت ومن دون صوت، سمعنا الكثير عنه من حيث أثره وتأثيره وفائدته. تويتر أصبح كغرفة المعيشة تستهوي البعض ولا تستهوي غيرهم، بحيث تتنوع المواضيع فتسع البعض ولا تتسع للآخر. كلامهم، نقاشهم، وقتهم .. وكذلك مسار حياتهم، أصبح كله في تلك الأحرف المقنعة التي يُرى فيها أحياناً إن لم يكن غالباً زيف وقناع آيل لأن يذوب أمام شمس الحقيقة إذا ما انكشف. تويتر استطاع وبجدارة أن يحمي ملامح الكثير.. ويشكل شخصياتهم على حسب من يتتبعهم هادماً شخصياتهم التي شكلوها.. منطلقاً ليفتح عليهم أبواباً كانت مغلقة سترمي بهم إلى أشياء قد أنكروها في السابق، لكن أحلها لهم تويتر بعد أن أصبحوا من رواده. فكم من مبدأ رأي يموت بعد أن اغتاله تويتر.. وكم من وقت رأيته يذبل بعدما نهشه تويتر. تويتر إن أردته جميلاً فسيكون كذلك، حيث إنه أوصلك إلى ناس لم تعد تلتقيهم أو أرغمتنا مجريات الحياة وظروفها على البعد عنهم وجمعنا بهم تويتر، وجمعنا كذلك بأناس للمرة الأولى فأصبحوا مصدر فخر لنا واعتزاز وشرف، ونستفيد منهم من علوم شتى ما لا نستطيع مكافأتهم عليه إلا بالدعاء. ومن الأمور الظريفة في تويتر أن يقوم أحد بإلغاء متابعتك لأنك على صلة بشخص آخر لا يكن له الود، طيب ما ذنبي أنا الذي استطعت أن أتشرف بالاثنين رغم اختلاف الأمزجة. وإذا أردت أن تحصي سلبياته فهي كثيرة جداً، منها نشر الفساد والرذيلة والفتن بين الشعوب والأفراد، وإطلاق الإشاعات التي لا تتأخر أن تراها قد انتشرت في المجتمع بشكل مؤثر جداً، وتويتر يسرق أيضاً من الوقت الكثير حتى من أهلك وأحبابك، فترى أنك أضعت ساعات يؤسف لها. تويتر كالمطعم الكبير تدخله وتجلس إلى الطاولة فتسمع أحاديث من هنا وهناك، قد تبدو في البداية كالضجيج، لكن لو أنصت جيداً لبدأت بملاحظة حوارات عميقة وطريفة، وأخبار مهمة، وأخبار لا أساس لها من الصحة، وخواطر شخصية والمزيد. قد تشعر أحياناً أنك أضعت وقتك في الاستماع وقد لا تستفيد منها، لكنك دائماً تخرج من المطعم قريباً من الأحداث وفي ذهنك menu طرائف، معلومات، أخبار توسع آفاقك وتجعلك أكثر قرباً من هذا العالم المتغير. بعض الأصدقاء يعبّرون عن مشاعر الود والمودة تجاه بعضهم البعض عبر تويتر، وأيضاً يعبّرون عن إنجازاتهم الاجتماعية الأخرى والوطنية وهذا الأجمل في رأيي. [email protected]