الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

زمن مطاردة الأشباح

إلى رجال الداخلية البواسل شكراً لأنكم تحاولون إبقاء أمن المواطن والوطن والمقيمين على أرض الدولة أسمى غاياتكم. في الآونة الأخيرة ظهرت أشكال جديدة للجريمة في الدولة .. ففي الأسبوعين الفائتين هزت العقول وفجعت القلوب بجريمتين بشعتين بوجهة نظري، واحدة لما داخلها من تفاصيل، والثانية لدناءة فكرتها. في الأولى قتل شاب في مقتبل العمر بذنب ارتكبه أيام الطفولة البعيدة وهو الشاب المقبل على حياة جديدة ويستعد بعدها لشق طريقه، فقد سمعت أنه كان مقبلاً على الزواج ويُجهز له، والأخرى كانت بتأثير جريمة أخرى، وهي الهيئة الشبحية للتنفيذ بين الجريمتين وغيرها من أمور يهرول لكشفها والحد منها رجال الداخلية البواسل. جريمة القتل التي راح ضحيتها الشاب عدنان عبدالمجيد مغدوراً من أصدقائه الذين استخدموا فيها السلاح الأبيض والمواد الحارقة تضع خطوطاً حمراء عريضة على فئة الشباب داخل المجتمع الإماراتي وتسلط الضوء عليها، ففي السنوات الأخيرة كان الشباب هم محور الاهتمام في دولة الإمارات عامة ودبي خاصة .. جريمة بهذا الشكل وبهذه التفاصيل التي يقشعر لها البدن تزرع عدة علامات استفهام بالرأس، ومنها تلك المتعلقة بجدية وضع قوانين صارمة على امتلاك السلاح الأبيض أو الهدف من امتلاكه ومن استخدام المجموعات له. ففي نهاية المطاف لم يعد السلاح الأبيض في وقتنا هذا أحد إكسسوارات الزينة التي توحي بالهيبة .. فقد أثبتت هذه الأيام بأن السلاح الأبيض هو وسيلة للقتل وخصوصاً لدى الأحداث وصغار السن.. تفاصيل تلك القضية مخيفة، وكما أسلفت تقشعر لها الأبدان، فلم يردع الشباب وجود الشاب المغدور بين مجموعة من الشباب الآخرين الذين ذهبوا معه لحضور الصلح بل تم الاعتداء عليهم جميعاً دون خوف من قبل الطرف الذي ارتكب الجريمة، وكأنهم بذلك يضربون عرض الحائط بكل القيم الاجتماعية والدينية التي تحرم القتل وتردع من يقوم به. وبعض تصريحات الأهل تتحدث عن خلافات مع الشباب أيام الطفولة .. ما هي تلك المشكلات الطفولية التي يدفع عبرها شاب حياته ثمناً لها؟ [email protected]