الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

نشيد الانتماء

الانتماء هو ذاك الشعور القوي الذي نشعر به يسري داخلنا حين تُذكر أوطاننا، نشعر بتلك القشعريرة التي تنتابنا حين نردد أسماءها، وقد نصدح بعدها بصوت عال، وبكل فخر .. نعم نحن من هذا البلد أو ذاك، مكان نخاف عليه ونرتبك من أجله .. من أجل رفعته، ونضجّ إن حصل ما يعكر صفوه أو إن مس طرف منه الضر كجسد واحد نصدح خوفاً عليه كما يتداعى الجسد الواحد حين يمرض أو يمس الضر جزءاً منه .. قد لا يشعر البعض بذاك الشعور السامي الذي زُرع داخلنا منذ الصغر .. منذ كراسات المدرسة الأولى التي كانت تحمل على غلافها في العادة صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه .. وقد تحمل على الغلاف الآخر صورة لعلم الدولة. الانتماء ليس مجرد كلمات تردد في المناسبات الوطنية .. وليس زياً بألوان العلم يحاك خصيصاً للمناسبات الوطنية في الدولة .. بل هو هدف نصبو إليه، وقرار نتخذه بكامل حسنا الوطني وفخرنا بانتمائنا .. نفعل ذلك بشكل واضح وجلي حين نحقق أهدافنا للحصول على شهادات متقدمة في العلم .. وحين نعلق أسماءنا في محافل دولية كبيرة يشار نحونا عبرها .. فيشار بشكل مباشر إلى حقيقة انتمائنا ودولتنا. ففي محافل النجاح العالمية يكتب اسم المتميز واسم المكان الذي يأتي منه الفرد .. كذلك فالانتماء مهم للجميع ومقترن في غالب الأوقات بحب الوطن، وهو ليس مقياساً له .. بل هما أمران مرتبطان أحياناً كثيرة كل واحد بالآخر .. ليس ترديد الأغنيات ما يثبت ذاك الأمر رغم أن جيلاً سابقاً قد تعلم على الحب والوطنية بدأ من نشيد وطني يصدح في صباحات التعليم في مدارس الدولة القريبة والبعيدة، وتحية علم كانت تهز ساحات المدارس بـ (نموت لتحيا دولة الإمارات العربية المتحدة). الانتماء شعور خاص وعميق يتربى عليه الفرد .. بدءاً بالمدرسة ومروراً بالمنزل .. وعروجاً على المجتمع .. الانتماء شعور يجب أن يزرع داخل الأجيال التي تعتمد اعتماداً تاماً في حياتها على (تاتش) جهاز الآيباد .. [email protected]