السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

نظام الملالي المحتل

ليس بخافٍ على دول الخليج العربي الدعم الغربي للدولة الصفوية منذ عشرات السنين وبشتى الطرق، فقط لكي تبقى الفزاعة التي يهددون بها الخليج العربي والدول العربية بين الحين والآخر. هذه الجارة المؤذية تظن أنها ستتمكن من فرض سيطرتها وهيمنتها على الشرق على طريقة الملالي الخاصة، والتي تبني طموحاً إمبراطورياً صفوياً لن يلبث أن ينكفئ داخل حدوده كما حصل في إمبراطوريات الرومان واليونان والكثير من الدول الأوروبية، لأنه تمدد يأتي على حساب السكان الأصليين الذين في الأخير سيقاومون المحتل عاجلاً أم آجلاً. المشكلة الكبرى التي تواجه دول الخليج ليست بجار مزعج نعرفه ونعرف نياته الإجرامية وأحفاده وأطماعه تجاه جميع الدول العربية، المشكلة في الغباء الذي ينطلي فقط على الدول الغربية التي تبدي قلقها دائماً من التمدد الصفوي والذي لا يتخطى تصريحات إعلامية مزيفة، وعند الحقيقة هي أول مباركة وداعمة لهذا التمدد والاحتلال غير الرسمي. لقد بني نظام الملالي على تصدير الإرهاب من خلال ثقافة التطرّف ودعم وتمويل شبكات الإرهاب في الخارج تحت مسميات عدة، حيث لم يجدوا حرجاً في أن يتعاونوا مع مدرسة الإرهاب وبمساعدة من الدولة العظمى في إنشائها في أفغانستان وهو تنظيم القاعدة. لقد بذل في ذلك الكثير من مليارات الدولارات لإمداد الأحزاب والميليشيات في الخارج على حساب شعبه الذي يعاني الأمرين من ضيق في العيش والحريات، حتى وصل الفقر إلى أكثر من ٤٠ مليون نسمة. يظن نظام الملالي أنه على بوادر قطف ثمار التوسع الذي وصل إليه، ولكن تلك الأماني لا تزال بعيدة المنال، لأن الشعوب أنهكتها الحروب والمآسي والفتن التي أشعلها نظام الملالي، لذا حق على الأمة العربية والإسلامية أن تقف في وجه أي محتل لأراضيها، فالذي يشارك في احتلال جزيرة طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى، هو المحتل نفسه الذي يحتل القدس، ومن يحتل الأحواز فهو كمن يحتل فلسطين، فلا فرق بين احتلال أرض عربية وأخرى. ممارسات من يمنع في الأحواز أخوتنا العرب من تسمية أبنائهم بالأسماء العربية، ويهجّر الآلاف من القوميات الأخرى إلى منطقتهم ليقضوا على الكثافة السكانية والعقيدة السنية، لطمس أي معلم عروبي للأحواز، بل إنهم منعوا حتى استخدام اللغة العربية وهي لغة الإسلام لمن ادعى الإسلام؛ هي نفسها التي يقوم بها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، فأصبح المحتلان الاثنان متشابهين بالفكر والعقيدة والعداء لكل ما هو عربي. [email protected]