الوقت الذهبي

في استطلاع لأهم العادات التي يقوم بها كبار المشاهير والأغنياء على مستوى العالم، وجد أن العامل المشترك بينهم كلهم هو الاستيقاظ مبكراً .. وتحديداً الساعة الخامسة فجراً. وانطلاقاً من تعاليم ديننا التي تحثنا على البكور في قوله - صلى الله عليه وسلم - (بورك لأمتي في بكورها)، قررت أن أعمل بها، وكنت أظن أن أدائي في العمل سيقل بسبب النعاس والرغبة في النوم ولكن آثرت أن أجرب هذا الشيء .. وخصوصاً بعدما بت أشعر أن ساعات اليوم لا تكفيني. أتكلم بعد أن عشت لحظات مريرة في أن أجبر نفسي أن لا أعود للفراش بعد صلاة الفجر، ولكن كان العائد النفسي في نهاية اليوم عظيماً جداً وخصوصاً عندما أعود للفراش، وأنا أشعر أني قد أنجزت الكثير، بل حتى أن في وقتي بركة فعلاً! هذا التغيير في عاداتي اليومية، جعلني وبشكل لا إرادي أغير الكثير من الأشياء في حياتي إلى النحو الأفضل، أو على الأقل بما يشعرني بالراحة والاسترخاء وأداء ما بت أتخلى عن أدائه بسبب ساعات العمل التي كثيراً ما أتجاوز أوقاته الرسمية حتى لا أقصر في حق مريض. صرت أقضي فترة ما بعد صلاة الفجر في حفظ ومراجعة القرآن الكريم وقراءة الأذكار ومن ثم قراءة جديد الطب. أشياء كنت أفعلها غالباً بعدما أعود من العمل وأنا في قمة الإرهاق والتعب وعدم الرغبة في الالتزام بأي مجهود بدني أو ذهني. هذا الشيء جعل من عطائي في العمل أكثر وبشكل لا إرادي، حتى إن نفسيتي وأنا تحت مطرقة ضغط العمل أصبحت أفضل بكثير ربما لأني أذهب للعمل براحة بال لانتهائي من أداء معظم ما أسعى له يومياً. الأهم من ذلك كله هو الاستمرارية فيما بدأت به حتى يعتاد جسمي عليه، فاسألوا الله لي الثبات. يستحق التأمل: «واصبر لحكم ربك».