الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

الإمارات بنظرة أمريكية

تسنت لي الفرصة قبل سنوات وأثناء المرحلة الأولى في أمريكا أن ألتحق بالسكن عند عائلة كانت تحمل كل معاني الاحترام والتقدير لأول طالب عربي خليجي إماراتي يسكن منزلهم المتواضع. حاولت بعون من الله أن أكون متحملاً الأمانة التي حملني إياها والداي وولاة أمري بأن أحافظ على صلاتي وسلوكي وجميع تصرفاتي بإيجابية. بعد أن أنهيت دراستي في أمريكا حافظت على علاقتي بعائلتي الأمريكية حتى الساعة، وطوال تلك الفترة كنت أجدد الدعوة لهم لزيارة الإمارات منذ ٢٥ سنة. لقد كنت أشعر بأنهم مترددون كثيراً في الحضور والسبب كان بالنسبة لي مجهولاً، حتى صارحوني يوماً بأنهم يشعرون بعدم الأمان للقدوم إلى الإمارات بسبب الوضع الفوضوي الحاصل في الوطن العربي، لكنهم جاؤوا لزيارتي، وقد كانت تجربة رائعة لهم. منذ بدأت رحلتهم عن طريق طيران الاتحاد وهم في انبهار من الخدمات التي قدمت في الرحلة حتى خروجهم من مطار أبوظبي. يقول لي الأب راي إنه وجد من الأمان ما يفتقده في أمريكا نفسها حيث لم يرَ ما يذاع في وسائل الإعلام الأمريكي عن فقدان الأمن في كل الوطن العربي، بحيث إنه يتحدى أي أمريكي أن يستطيع أن يتمشى في أي ساعة في أمريكا، وبالمقابل وجد في الإمارات أماناً واطمئناناً في أي وقت يقرر الذهاب للتنزه في كل شبر في أنحاء الوطن. ما لفت انتباه راي هو قلة رؤيته لسيارات الشرطة، وعدم وجود مراكز للتفتيش وغيرها من المظاهر العسكرية في الشوارع كما يحدث في الشارع الأمريكي. وما زاد انبهار العائلة الأمريكية هو التنوع الجغرافي لكل إمارة عن الأخرى ولكنه مكمل لها، حيث وجد أبوظبي عاصمة سياسية منظمة جداً عمرانياً تعيش بواقع مغلف بهدوء جميل. ووجدوا في دبي الحياة العصرية التي لا تنام وفيها تناغم وتمازج جميل بين جميع الجنسيات التي تعيش فيها. زاروا مدينة العين وبهرهم انتشار الرقعة الخضراء في كل مكان وتحليها بسكون أخاذ واسترخاء قلّ أن تجده. اختتمت العائلة الأمريكية رحلتها للإمارات بزيارات خاطفة لباقي إماراتها وقد بهرهم تمازج القديم والحديث فيها من خلال تضاريس تجمع البحر والجبال وأماكن تاريخية شهيرة، وقالوا إنكم استطعتم أن تطوروا كل تلك المدن دون أن تنسوا ماضيكم أو تهملوه. سألني الأمريكي قبل عودته لوطنه، هل بإمكاني أن أتقدم للحصول على جنسية الإمارات، قلت له: ومن لا يتمنى أن ينال جنسية الإمارات أو على الأقل يعيش فيها.