الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

العاملة البطرانة

كل يوم مشكلة أو ورطة تأتي على هيئة عاملة منزلية إما هاربة أو «بطرانة» كرغبتها في تغيير المنزل الذي تخدم فيه أو أنها تطاولت بالضرب على «الصغارية» أو مشاكل لا حصر لها منهن. بينما كنتُ في مهمة البحث عن عاملة جديدة واسترجاع ست الحسن والجمال عاملتنا الأولى التي عملت لدينا نصف المدة المقررة، وبصدد تنفيذ رغبتها لقولها «ماما أنا أبغى أشتغل في كومباني مال نظافة ما أريد بيت أنتم» .. بالله عليكم، ما العمل مع مثل هؤلاء العاملات وشروطهن، وتورطنا معهن واستغلالهن طيبتنا وتهديدنا وانهزام أنفسنا أمامهن خوفاً على أطفالنا؟ الكل يعلم أن بعض الجنسيات منعت من الدخول إلى الدولة منذ فترة لشروط سفاراتهم، وقوبل ذلك بالرفض من جهة حكومتنا الرشيدة، كان علي أن أخلي ذمتي وأتركها لديهم بمبلغ سينفعني لاختيار أخرى، وهذا ما يفعله الكفيل المخدوع فيهن، كانت غير مهتمة لشؤون المنزل، ولا تبالي بأوامرنا لدرجة الغباء والعند، والأدهى أن وجودهن كعدمهن، وعلى قولتها: أنا ما أحب أعتني بالأطفال. «ما قلنا شي» .. «لكن ليش ما قلتِ قبل؟» .. «من عافنا عفناه لو كان غالي .. تحس كأنهن قادمات لرحلة ترفيهية واللعب على الذقون»، لا شك أن مسلسل الخدم وهروبهن ومصائبهن لن تنتهي أبداً ما دامت هناك مكاتب تلعب دورها في التستر والكذب والاحتيال على خلق الله، وبعض الأشياء الخافية لو أخذناها بمحمل الجد، ما يلزمنا اليوم الحذر منهن ومن هوامير المكاتب، وما سمعناه وشاهدناه منهن جدير بالردع والحذر، ومهمتنا الاختيار السليم. للأسف اعتمادنا عليهن أصبح إدماناً، وعدم قدرتنا على الاستغناء عنهن أصبح أمراً ضرورياً وخصوصاً الموظفات، وإن أغلب الأسر الخليجية اليوم أهملت الجانب المهم وما يدور في المنزل أو حوله، والبعض لا يكلف نفسه التقصي والسؤال عند غياب أصحاب المنزل إلا من رحم ربي، كما أن إعطاء الثقة لأمثالهن صعب جداً اليوم، وحاجتنا ملحة إلى الضبط والحزم والرقابة القوية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. [email protected]