الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

القادة والشفافية الإعلامية

في خضم الأحداث الحاصلة في العالم، وفي العالم العربي بالذات، كان الإعلام المحلي أبرز عناصر القوة التي ظهرت في الآونة الأخيرة. في السابق كانت كثير من الأحداث التي تقع حول محيط الإمارات تغلِّفها الكثير من الأحداث التي كانت ترى أنها سرية ويجب ألا تظهر للإعلام، فيعتقد أنه ربما تحدث بعض البلبلة، فهكذا كان يظن البعض، على الرغم من أن أغلب أفراد المجتمع يعلم الأخبار وما يحاك لأوطاننا من مصادره الخاصة، وكنا نستغرب لماذا هذا التكتم الإعلامي، ولماذا لا نكون مشاركين في إبداء الرأي بأي وسيلة متاحة لكل فرد بحدود القانون والأدب. الإعلام من أهم اللاعبين الأساسيين كحال أهل السياسة والاقتصاد والمجتمع، يسعى للحصول على نتيجة إيجابية من العملية الإعلامية المنتظرة منه، ويستعينون لذلك بمستشارين واختصاصيّين وكذلك بالمسؤولين الكبار. أصبح من حق كل مواطن أن تكون له وسائل إعلام حرة تعمل بمهنية وتشاركه المسؤولية والقرار، لتنقل إليهم الصورة كاملة، فلا يضطرون إلى الانتظار أو متابعة الأحداث التي تعني وطنه بالذات وشعبه بالحصول عليها من مصادر خارجية لا تعرف نياتها تجاهنا. لقد سبقتنا بعض الدول العربية في إقرار قانون الحق في الحصول على المعلومات بشكل مباشر ومن مصدرها من خلال مراجعة المواقع الإلكترونية للإدارات الحكومية والمؤسسات العامة. الذي ميز قادتنا وولاة أمورنا في الفترة الحالية بالذات هو سهولة التواصل معهم من خلال الكثير من مصادر التواصل الاجتماعي، وأصبحنا لا نجد عائقاً دون الوصول لأي مسؤول لنقل له كل ما يخطر في ذهن كل مواطن في الدولة، وهذه ميزة أصبحنا نتميز بها عن الكثير من الدول التي سبقتنا في المجال الإعلامي. إن التواصل الإعلامي يلعب دوراً مهماً في توثيق العلاقة بين القادة والجمهور، لأنها توثق ثقة القائد بشعبه والعكس صحيح، مما يرسخ الالتزام بالصدق والشفافية لجميع أطياف الشعب. إن شفافية القادة مع الإعلام ليس المقصود بها كشف الفساد والحديث عن العيوب، كلا! وإنما المطلوب إخراج الأحداث العامة التي تتعلق بسياسة الوطن للرأي العام لأنه يحمل ويتحمل هم الأمانة المنوطة به، كما هو حاصل في حرب عاصفة الحزم والتي كشفت ووضحت الكثير سواء من دول أو مشايخ فتنة، ومازال الستار يرفع عن الكثير من المؤامرات التي تحاك ضدنا، ومع تزايد المتغيرات العالمية والإقليمية تعززت ثقة الشعب أكثر وأكثر مع وجود الشفافية الإعلامية لقادتنا ومسؤولينا. [email protected]