الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

فقاعة صابون

تَداول الأحاديث ومرارة الكلام يفقأ عين الحقيقة، تلكم الأشياء الراهنة حولنا موجعة، وأخرى تقبع خلف الجدران البيضاء العملاقة، هناك فقاعة صابون اخترعها الغرب لصناعة تختلف فيها الفتاوى، العالم يزداد ضيقاً، والحلم يقصر والطريق طويل والعمر لحظة .. أخبار .. أخبار، والعالم بين غيض وفيض وتعاقب الليل والنهار، لا شيء آخر، فنجان القهوة الصباحي أحياناً يُصبح مراً لدرجة أن مرارته تجبرك على لعق السكر من أقنية البقالة القريبة من المنزل. كوننا لا نطيق أخباراً تحزننا، ندك أبواب الخوف بقبضة عقولنا، وما إن ندفع بأنفسنا من فوهة العتمة حتى نشاهد النور حولنا ما زال ينبض بحياة مختلفة خارجاً، بعض البشر يزاولون مهنة الحب والفرح والتحليق مع النوارس.. الإعلام مبهم كعادته، أخباره تُبطن عكس ما نراه في الحقيقة. سافرت ابنتي مع زوجها إلى تركيا، نصحوها بعدم فعل كذا وكذا خوفاً من الخطف والسرقة، صُدمت بما رأت، أخبرتني، لم أعد أصدق ما يقال سواء من الإعلام البربري أو من حديث المذعورين، ولكن قلت لها الحذر واجب، أعتقد أن الخوف بدأ يزحف إلى أطرافي السفلية. أتقوقع وحدي وأقرأ ما يستجد من أخبار وأوهم نفسي بالطمأنينة. في قبضتنا إحياء الرئة ونفخ هواء يقينا عثة الأمراض المنتشرة في كل مكان، وانتقاء الوقت واللحظة والمكان لتفادي الحويصلات القابضة للنفس والذات .. لا عليكم، لا بد أن ترسم لذاكرتك طريقاً مختصراً لإيصالها إلى الهدف الصحيح، لا تستسلم، كُن قوياً، احلم واحمل ما لذّ وطاب من يقين الأمل وامض بسلام .. وإلى كل المغادرين في رحلاتهم المكوكية، العالم بات مخموراً بالنرجسية والأنانية، وأحاديث الموت، وتبلد المشاعر، واحتباس الصمت خلف حنجرة الأنين، ولكن ما زال الوقت لدينا، والطموحات الإنسانية تُخبرنا ألا نغفر للمستبد والظالم والحاقد. مرر أصابعك على حواف قلبكَ، وكن معه هيناً ليناً والله معك، إن احتراف الأخبار المأساوية سيهدأ، ولعقولنا علينا حق، نحتاج فقط هدنة وحظاً لنستمر. [email protected]