إعادة الأمل لليمن

وضعت عاصفة الحزم أوزارها بعد أن أدت المهمة التي أنيطت بها في القضاء على الجماعة الحوثية المسلحة وميليشيات علي صالح التي كانت داعماً لجماعة الحوثيين الإرهابية، وربما شكلت معها أكبر خيانة يتعرض لها اليمن. لم يكن هدفهم التمسك بالسلطة فقط وإنما مد يد العون للتمدد الصفوي في الجزيرة العربية عن طريق اليمن، بعد أن استباحت إيران بعض الدول العربية وظنت أن الطريق لليمن أصبح ممهداً، والحمد الله أن دول الخليج قيض لها المولى ـ عزّ وجلّ ـ قادة هدفهم دائماً دعم استقرار دولهم وشعوبهم، ويعلمون علم اليقين أن اليمن ضلع رئيس لدول الخليج، لم ولن يسمحوا لأي عدو ظاهر أم باطن بالنيل من ترابه الطاهر، كيف ذلك وهو أصل العروبة ومستقر لكثير من الرموز عبر التاريخ. يعد اليمن من أفقر الدول العربية وفق معدلات الأمم المتحدة، وزادت الأمور سوءاً بعد الثورة، وكادت أن تمضي لمستقر أفضل لولا الخيانة التي قام بها بعض الفئة إياها، لكن أهل اليمن لا يزالون يطلقون على بلدهم الوصف القديم المتداول «اليمن السعيد»، وهو كذلك بعد أن أطلقت حملة إعادة الأمل التي تستهدف في البداية إعادة الاستقرار إلى اليمن بعد أن تم بتر أيدي الدولة الصفوية منه. إن حبنا وتقديرنا لليمن واليمنيين أياً كان انتماؤهم يجعلنا مهتمين ونكتب بكل أمانة وصدق أن اليمن لن يستقر إلا بقادة ليس همهم سوى حماية الوطن من الطامعين به وبشعبه الذي ذاق الأمرين من المستوى المعيشي الذي وصل إليه. من أكثر المصاعب التي مرت على اليمن منذ فترة طويلة جداً هشاشة الحكومة وانتشار السلاح بشكل مخيف وبلا رقابة أو سيطرة حكومية عليه وانتشار الأمية، ما أثر على عجلة الازدهار في البلد ولاحقاً على مجمل الثقافات والتغيرات العصرية. وهناك أمر آخر أثر بشكل كبير على طاقة الشعب والأراضي اليمنية ألا وهو «القات» حيث كانت الأرض اليمنية تسد عجزاً كبيراً من حاجة الشعب للحبوب والخضراوات والفواكه، ولكن أتت شجرة القات وأكلت الأخضر واليابس، لذلك من الأفضل لأبناء اليمن اقتلاعها ليغرس محلها الشجر المثمر بأنواعه واستخراج خيرات الأراضي واستغلالها. عقود مرت على اليمن في ظل الجهل والتخلف والفقر والفساد والتفكك، وقد يتحمل الجزء الأكبر منها الحكم السابق لعلي صالح والذي جعل من اليمن بؤرة وقاعدة كبيرة للإرهاب، ولكن العودة باليمن للسعادة الحقيقية مرهونة بالنية الخالصة في حبه. [email protected]