الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

كلنا طائفيون

فجعنا الجمعة الماضية بحادثة تفجير مسجد العنود في الدمام، ولولا عناية الله ورحمته لأصيب كل من في المسجد، ولكن قضى الله أن يمنع شابان يافعان المنتحر من دخوله المسجد، فكان حاصل الشهداء هو أربعة. أثارت هذه الحادثة الغضب وحفزت الكثير لأن يدلوا بدلوهم فيما يخص الطائفية وخصوصاً أن المسجد الذي استهدف هو للشيعة، فكان موضوعاً حفز الكثير من المغردين للحديث عن الطائفية والتطرف وأدوار بعض المشايخ في تحقير الطوائف الأخرى وتأجيجهم الطائفية في صدورهم. قبل أن يثار هذا الموضوع وأقرأ القليل عنه كنت أظن أن الطوائف وأن يكون الإنسان طائفياً هو شيء طبيعي، وجزء من التقسيمات الطبيعية للمجتمع، فمنذ قديم الزمان ونحن نعلم أن هناك سنة وشيعة ومسيحيين وغيرهم، يعيشون بيننا ومعنا، وانتماء المرء لأحد هذه الطوائف يعتبر أمراً طائفياً وكان فهمي خاطئاً وبريئاً حينها، حتى قرأت عن أن الطائفي ليس هو الذي ينتمي لطائفة معينة، بل هو الذي يتعصب لطائفته ويرى أنها شعب الله المختار، وبالتالي من ينتمون للطوائف الأخرى يستحقون الموت أو غمط حقوقهم وتهميشهم في المجتمع، ولا أفهم حقيقةً الفرق بين معنى الطائفية والتطرف. المشكلة في تلك العقول الطائفية المتطرفة أنها تكدر صفو وحدة الدولة وتثير النزاع والشقاق بين أفرادها في حين أن المجتمع يجب أن يكون وحدة واحدة، نسيجاً واحداً متسقاً رغم اختلاف طوائفه وانتماءات الأفراد المختلفة، فهم تجمعهم مصلحة الأرض التي يسكنون فيها، وأي شيء يسيء لأرضهم سيعود عليهم بالضرر وبشاعة الحياة، ولنا في العراق مثال حي، وخصوصاً في هذا الزمن الذي تتربص فيه إيران بدول الخليج، فإنه من السهل بمكان أن تحقق أهدافها، وتدخل بيننا بتأجيج الطائفية والصراع بين الشيعة والسنة من سكان دول الخليج. أعتقد أنه من المهم في هذا الزمن تثقيف الناس وتوعيتهم من مغبة التطرف والطائفية، وعلى المشايخ وأصحاب المنابر أن يفهموا الناس أنه مهما اختلفت طوائفهم واختلفنا معهم ألا نغمط حق الغير في أن يعيشوا على هذه الأرض كما نعيش نحن، فيهمنا في النهاية أن نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق. يستحق التأمل: «وجعلناكم شعوباً وقبائل». [email protected]