الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

المجلس الوطني .. المواطن والمرشح

ماذا يريد المواطنون من المرشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي؟ وكيف يتسنى لهم التعرف إلى برامجهم الانتخابية؟ بداية لا بد من التأكيد على أهمية هذا الحدث بالنسبة للوطن والمواطن على حد سواء، وضرورة التفاعل الإيجابي معه من قبل جميع أفراد المجتمع، حتى يستطيع المجلس المقبل تعزيز دوره وتعميق رسالته، ليبقى كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «فضاءً للحوار والنقاش البنّاء الذي يخدم المصالح العليا للوطن والمواطنين». فقيادة الإمارات تنظر بتقدير كبير إلى المجلس الوطني الاتحادي والدور الذي يضطلع به في خدمة القضايا الوطنية الداخلية والخارجية منذ تأسيسه عام 1972، بصفته صوت الشعب والمعبر عن طموحاته وتطلعاته، ولهذا لا تألو جهداً في توفير الظروف المناسبة له، ليؤدي مهامه الرقابية والتشريعية على أكمل وجه. ويظل التساؤل مطروحاً .. ماذا يريد المواطنون من المرشحين؟ وكيف يتسنى لهم التعرف إلى برامجهم الانتخابية؟ من الواضح أن الحكومة حريصة على إنجاح هذه الخطوة، حيث حدد وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات الدكتور أنور بن محمد قرقاش قبل مدة مهام هذه اللجنة بـ «ضمان عدم التلاعب، ونزاهة العملية الانتخابية، ومراقبة إنفاق المرشحين، ورصد الالتزام بفترة الصمت الانتخابي، ومتابعة معقولية الوعود والبرامج». ومع التزام اللجنة الوطنية للانتخابات بهذه المهام، فإن المواطنين الناخبين مطالبون بتحمل مسؤولية اختيار من يرونه مناسباً من المرشحين لتحقيق طموحاتهم المشروعة، في ضوء الارتفاع المتوقع لنسبة المشاركة في الانتخابات الحالية مقارنة بسابقتها. ومع أداء الحكومة لرسالتها، فإنه ينبغي على المرشحين وضع برامج متميزة تلبي احتياجات الجميع، وتناسب مختلف الشرائح، وتكريس المزيد من الوقت والجهد لشرحها عبر وسائل الإعلام المختلفة. وهنا لا بد أن تعي وسائل الإعلام المحلية المقروءة منها والمسموعة رسالتها ودورها المجتمعي، وأن تعطي المساحة الكافية للمرشحين لشرح برامجهم الانتخابية، وأن تقيم المناظرات العلنية بينهم حتى يتسنى للمواطنين الاطلاع عليها، واختيار من يستطيع تحقيق آمالهم وطموحاتهم، ويعبر عن احتياجاتهم ويكون همزة وصل حقيقية مع حكومة وضعت خدمة شعبها في مقدمة أهدافها. إلى ذلك .. شباب الوطن ـ كما تقول الإحصاءات الرسمية ـ يشكلون النسبة الأكثر تمثيلاً من بين أعضاء الهيئات الانتخابية على مستوى الدولة، حيث تشكل الفئة العمرية «أقل من 40 عاماً» نسبة 67 في المئة من أعضاء الهيئة الانتخابية، الأمر الذي يجسد الثقة الكبيرة التي توليها قيادة الإمارات للشباب الذين تنظر إليهم على أنهم الاستثمار الأمثل لبناء النهضة الشاملة للدولة، وتحقيقها لأعلى المراتب التي تسعى إليها عالمياً. وفي هذا السياق، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، المتواصل على دعم مشاركة شباب الوطن، وتفعيلها في مختلف أوجه الحياة وأنشطتها، وجعل تطلعاته وآماله موضع اهتمام قيادة البلاد ورعايتها. فقيادة الإمارات ترى أن شباب هذا الوطن هم ركيزة من ركائز التطور الذي تشهده الدولة، وهم المستقبل، ولذا فإن مشاركتهم في الانتخابات ينظر لها على أنها رافد رئيس لتوطيد نهج تعزيز المشاركة السياسية. ولقد عبر عن هذه الرؤية وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات الدكتور أنور بن محمد قرقاش حين أكّد أن الشباب سيلعبون الدور المهم في العملية الانتخابية من خلال انتخابهم لعضو المجلس الذي يبحث عن الحلول للقضايا التي تهمهم، ويسهم بشكل فاعل في مناقشة القوانين التي تدعم طموحاتهم نحو المستقبل وتلبية احتياجات الوطن والمواطن. ومن هنا، فإن شباب الإمارات مطالبون اليوم بالمشاركة الفاعلة والإيجابية في انتخابات المجلس الوطني لاختيار من يمثلهم ويعبر عن تطلعاتهم وآمالهم بأمانة وصدق. باختصار، مسؤوليات كثيرة تقع على المرشح والناخب، ومعهما الحكومة لإنجاح هذا الحدث السياسي الأهم، خصوصاً أن قيادة الإمارات أكّدت غير مرة إيمانها العميق برسالة المجلس ودوره داخلياً وعربياً ودولياً. [email protected]