الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

المسرح بين النصين السردي والدرامي

حدثت قطيعة فلسفية وإبداعية مع منظومة الأفكار الكبرى والعبارات الرنانة. وبدأت تظهر على السطح مشكلات حيوية في مجال مهم للغاية: مجال العلاقة بين السرد والمسرح، أو الكتابة السردية (روايات وقصص) وبين النصوص الدرامية (النصوص المسرحية). كان هذا المجال في غاية الأهمية في فترة ما قبل تسعينيات القرن العشرين، لأنه كان مجالاً «آمناً» يبعد الكاتب عن قسوة السلطة وتأويلاتها الصارمة للنص المسرحي. وكانت إحدى الحيَل التي يلجأ لها المسرح هي مسرحة الروايات الكبرى، أو إعادة كتابة نصوص مسرحية قديمة. واعتمد المسرح عموماً على روايات وقصص لكبار الكتاب الروس والأجانب. وظلت مسارح كثيرة تعتمد على هذا المجال إلى أن أصبحت الظروف مواتية لظهور نصوص درامية مسرحية حادة وساخنة وانتقادية. أما الجديد، الذي يظهر في علاقات المسرح بالأدب في نهاية قرننا هذا، فهو مرتبط بثـلاث حالات تحدث عنها الأكاديمي الروسي ميخائيل سموليانيتسكي: الحالة الأولى - وهي الأشمل - انتشار وسائل الاتصال Media التي تتلاءم مع متغيرات اجتماعية محددة: انهيار البنى الاجتماعية العمودية والتراتبية. الحالة الثانية - وهي مسرحية - تتفق مع الأولى: تدني وضع المخرج، والانتقال إلى عصر ما بعد المخرج. الحالة الثالثة وتتعلق بمبدأ شيوع النصوص الكلاسيكية ذاتها، والتي تبدو وكأنها قد تأصلت في الواقع وأصبحت مثل الظواهر الطبيعية. وبالتالي شكلت الثقافة عالماً منفصلاً موازياً للطبيعة. لقد أصبحت العلاقة الجدلية بين المسرح والأدب عبارة عن علاقة شراكة وإثراء، ومزاحمة الأول فيها للثاني لا تحمل إطلاقاً طابع «القتل». [email protected]