الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

سيناريو مستقبل سوريا بعد الهدنة

وسط الرؤى المختلفة لمستقبل سوريا على خلفية «الهدنة الهشة» القائمة حالياً، اعتبر قائد قوات حلف الناتو في أوروبا سابقاً جيمس ستافريديس أن مناقشة تقسيم سوريا يجب أن تبدأ بعد اتفاق «وقف الأعمال العدائية» بفترة قصيرة. وشدد ستافرديديس، في مقال لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، على أن سوريا لم تعد موجودة كدولة، مشيراً إلى أن اتفاق «وقف الأعمال العدائية» هناك قد يمتد لفترة ما، لكن الحرب في هذا البلد لن تنتهي قريباً. ستافريديس رأى أنه «من بين العراقيل أمام التوصل إلى حل للأزمة السورية، اختلاف الولايات المتحدة وروسيا حول مصير الأسد، وانخراط السعودية وإيران في نزاع جيوسياسي وطائفي، بينما تختلف موسكو وأنقرة في الشؤون التكتيكية والاستراتيجية». واعتبر أنه مع استمرار النزاع يصبح واضحاً أن الدولة السورية الموحدة لم تعد موجودة، حيث مزقتها الحرب الأهلية، ويدير زعماء مختلفون أجزاء واسعة من البلاد. على هذه الخلفية، أعرب ستافريديس عن قناعته بأن الوقت قد حان للتفكير في تقسيم سوريا. وحسب تصوره، فإن المنطقة المركزية في سوريا المقسمة ستقع في دمشق ومحيطها، وستكون منطقة علوية يديرها بشار الأسد أو من سيتلوه. لكن مع مرور وقت وبعد إلحاق الهزيمة بمختلف الجماعات الإرهابية، سينتقل زمام السلطة في المنطقة إلى نظام سني معتدل. وفي الوقت نفسه، رجَّح ظهور منطقة كردية في شرق سوريا، الأمر الذي لن يروق لأنقرة لأسباب واضحة. ووفقا لرؤية التقسيم هذه، أشار ستافريديس إلى أن تقسيم سوريا قد يتحقق وفق سيناريو يوغوسلافيا السابقة، أي ظهور عدة دويلات بدلاً من دولة موحدة، أو بحسب سيناريو البوسنة التي تحولت إلى دولة اتحادية، أو يكون وضعها كما في العراق، أي «اتحادية ضعيفة»، وفقاً لتوصيفاته. ستافريديس أشار أيضاً إلى العقبات التي تقف أمام تحقيق فكرة تقسيم سوريا، وعلى رأسها عدم تأييد هذه الفكرة من قبل بعض الدول ذات الأقليات العرقية، مثل روسيا والصين، والتي تقف إلى جانب فكرة سوريا الموحدة. ولكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن نحو نصف عدد سكان سوريا قد اضطروا لتغيير مكان إقامتهم بسبب الحرب، ولذلك لن يفقدوا شيئاً نتيجة التقسيم. من الواضح، وحسب كل الرؤى والشواهد، أن الهدنة الحالية في سوريا ليست الهدف المنشود، ولكنها يجب أن تؤدي إلى شيء ما! [email protected]