الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

الكتابة المسرحية الجديدة في روسيا

من الصعب الركون إلى تقسيمات نقدية حادة، وفرض حدود فاصلة وواضحة لتيارات الكتابة المسرحية الروسية. وقد يكون المسرح الروسي قد اعتمد بدرجات ملحوظة في الكثير من مراحل تطوره على العلاقة بين السرد والمسرح، وتحويل الأعمال الروائية إلى نصوص مسرحية. وهذا لا يمكن أن ينفي وجود نصوص مسرحية مهمة لدى الكثير من الروائيين وكتاب القصة القصيرة في روسيا، ولا سيما في القرنين التاسع عشر والعشرين. إن مجال الدراسات المهتمة بالنص المسرحي الروسي الحديث ضيِّق للغاية. بل يكاد يكون غير واضح في إطار المسيرة العامة للدراما المسرحية الروسية. فالدراسات التي تتتبَّع تطورات وتحولات المدارس والمذاهب الخاصة بالنص المسرحي قليلة للغاية. وربما تركزت بشكل أوسع وأكبر على الكلاسيكيات في القرن التاسع عشر تحديداً ومنتصف القرن العشرين. وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن التقليل من شأن الحركة المسرحية في روسيا. في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين، ومع التغييرات التي أحدثتها «البيريسترويكا» و«الجلاسنوست» قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي، ظهرت نزعة حادة نحو التمرد على الواقع والسخرية منه وانتقاده بشكل حاد، ارتكزت في مجملها على كتابات «الأدب السري» التي كانت منتشرة في الاتحاد السوفييتي وموازية لحركة الأدب والدراما الرسمية. هنا لا يمكن الحديث عن مدارس ومذاهب بقدر ما يمكن أن نتحدث عن وضع ثقافي له خصوصيته الاجتماعية والإبداعية - التقنية، فرض نفسه على تطور المسرح الروسي الحديث والمعاصر عموماً، وعلى كتابة الدراما بشكل خاص. [email protected]