الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

التلفزيون وبريق الأدب

تعرض شاشة التلفزيون في رمضان عدداً من المسلسلات المأخوذة عن أعمال أدبية مثل «سمرقند» لأمين المعلوف، و«ساق البامبو» لسعود السنعوسي، و«أفراح القبة» لنجيب محفوظ، وقد تكون هناك أعمال أخرى. من الناحية المبدئية، فإن العلاقة بين التلفزيون والأدب ضرورية جداً، ومن الممكن أن تخدم الطرفين معاً، إذ يمكن للتلفزيون أن يستفيد من الأدب لتعويض ظاهرة الفقر الحاد في الأفكار الغنية الخلاقة التي يعاني منها على نحو ملحوظ، كما يمكن للأدب أن يستفيد من جماهيرية التلفزيون ليلفت انتباه القراء إليه، ويحظى بعدد إضافي منهم. لكن ماذا لو كان التلفزيون يتناول أعمالاً لا تفتقر إلى الشهرة أصلاً، كما في الأعمال التي تمت (تلفزتها) هذا العام؟ من الواضح أن التلفزيون مد يده إليها للاستفادة من شهرتها، أو من شهرة كتابها، وهذا ما حدث فعلاً، فالأنظار اتجهت نحو هذه الأعمال قبل أن تعرض، وذلك بفعل بريق العمل الأدبي ذاته. لا نريد أن ندخل في النيات، لكن الأمر يستحق أن نتحدث عنه، فالاتجاه نحو الأعمال الأدبية ذات البريق حصراً، يقود إلى الظن بأننا نواجه ظاهرة لها بعد تجاري أو ترويجي، فالتلفزيون هنا يتطفل على الأدب، مستفيداً من نجاحاته الكبيرة المسبقة، وهو بالتالي لا يقدم له أي خدمات على مستوى الانتشار أو التعريف. كنا نتمنى لو أن التلفزيون لعب دوراً إيجابياً أكثر بالاتجاه نحو النصوص الأدبية الثرية الأقل شهرة، وهي كثيرة بطبيعة الحال، ليستفيد من ثرائها، ثم يسهم في عملية التعريف بها .. لكنه (البريق) الذي نصر دائماً على الاستسلام له، بحيث لا نرى شيئاً سواه. هذا مع حرصنا على ألا نظلم جهوداً مبدعة كما هو الحال مع «أفراح القبة» الذي ارتقى إلى مستوى يستحق كل تقدير. [email protected]