الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

أفراح القبة والحلول الصعبة

يلتزم العمل الدرامي التلفزيوني الذي لم ينته عرضه بعد (أفراح القبة) والمأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، بقاعدة الحلقات الثلاثين التي تورطت بها الدراما التلفزيونية العربية لأسباب مختلفة ليس بينها الضرورة الفنية النابعة من العمل نفسه. ولأن الرواية بسيطة نوعاً ما ولا تحتمل هذه المساحة الزمنية الواسعة، كان لا بد من حل .. والواضح - بعد تسع عشرة حلقة - أن صناع المسلسل كانوا جادين في عملهم إلى حد كبير، ما يفسر عزوفهم عن الحل الأسهل القائم على (المطمطة) التي لا طائل من ورائها، واشتغالهم على نوع آخر من الحلول. كان الحل في إضافة خطوط أخرى إلى العمل، ففي المسلسل برزت شخصيات مثل (سنية، علية، بدرية، أشرف شبندي ...). وبرغم أن هذه الشخصيات لم يكن لها وجود في الرواية فقد كانت أساسية في المسلسل، بل ربما كانت من أجمل شخصياته وأغناها وأشدها تأثيراً في مسار الأحداث. والأجمل من ذلك كله أن ابتكار هذه الخطوط لم يكن بطريق الإقحام أو اللصق، بل بطريق البناء العضوي الطبيعي، كما أنها لم تُخلّ بجوهر الرواية، بل عمقته، وبلورته. يُطرح ذلك ــ بعيداً عن مشكلة الحلقات الثلاثين ــ سؤالاً حول مشروعية التصرف بالشخصيات والأحداث، ثم حول حدود هذا التصرف، وأخيراً حول ما إذا كان لذلك علاقة بالاختلاف البنيوي العميق بين فني التمثيل والكتابة.. أسئلة مطروحة منذ زمن، ولم يتم البت فيها حتى الآن .. بالعودة إلى المسلسل فهناك إحدى عشرة حلقة مقبلة، وهو وقت غير هين، والخشية هنا أن نعود إلى الحل الأسهل (المطمطة)، لاسيما أن المسلسل أوشك على استنفاد أهم أحداث الرواية، ولا يبدو أن ثمة ما يمكن إضافته، إلا إذا كان لصناعه رأي آخر.. [email protected]