عالمان: حقيقي وافتراضي

ماذا عن المجهول الذي لا نعرف عنه شيئاً؟ هل يمكن أن يكون موضوعاً لشعور ما من نوع الحب أو الكراهية؟.. سؤال قديم، لكنه متجدد، ولا يكف عن توليد الإجابات مع كل حالة أو موقف أو لحظة يواجه فيها الإنسان المجهول.. لكن السؤال أخذ أبعاداً أخرى في السنوات الأخيرة من عمر البشرية، مع نشوء العالم الافتراضي الذي فرضه تطور تكنولوجيا الاتصالات وما شهدته من قفزات هائلة. فبوجود هذا العالم بدأ نوع جديد من العلاقات يظهر بين البشر، محدثاً تغييرات عميقة في الشخصية. واتخذت هذه العلاقات أسماء استعارتها من الواقع الحقيقي، فهي علاقات صداقة وحب وزمالة وشراكة، برغم أنها في حالات كثيرة تنشأ بين أطراف يكاد لا يعرف بعضها عن البعض الآخر أكثر من الاسم مثلاً. وكما هو الحال دائماً يتقدم الفن المشهد في وعيه لأي ظاهرة جديدة، وقد فعلها مبكراً مع ظاهرة العلاقات الإنسانية التي تدور في فضاء العالم الافتراضي، وقُدمت أعمال فنية (في الرواية والسينما خصوصاً) غير قليلة في الموضوع، تفاوتت بطبيعة الحال من حيث القيمة الفنية والعمق والحساسية ودقة المقاربة، لكنها في مجملها تصلح لأن تكون تأسيساً لخط فني مغاير يحتاج إلى مزيد من الوقت، إلى أن يتبلور وتتضح معالمه. [email protected]