السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ملح الأرض ومجد السماء

رجال الوطن .. ملح الأرض ومجد السماء .. هكذا هم أبناء الإمارات .. هو مشهد يلخص روح ووجدان رجال أكفاء يتدثرون بالانتماء لوطن السعادة. مشاهد مشرفة شاهدناها، أمس، في مراكز التدريب التي استقبلت حشوداً من منتسبي الدفعة الأولى في دورة الخدمة الوطنية التطوعية للفئة العمرية 30 ـ 40 سنة، الأمر ليس بغريب أن نشاهد هذا الإقبال من الفئة المذكورة، ولعل ذلك كان واضحاً من خلال تجاوبهم في الساعات الأولى عند إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة، ممثلة بهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، في فبراير الماضي عن استقبال طلبات الخدمة الوطنية التطوعية. هذا الإقبال، إن دل على شيء فإنما يدل على حرص كل إماراتي، لو أتيحت له الفرصة في الالتحاق بالخدمة الوطنية لما تردد لحظة، سواء ذكوراً أو إناثاً، كباراً أو صغاراً، وهنا يتكشف وعي كبير لدى أبناء الوطن بعمق الانتماء وأهدافه المتمثلة في بناء وترسيخ قيم الولاء والانضباط وتعزيز قدراتهم العسكرية، وتنشئة الأجيال المقبلة تنشئة وطنية سليمة، وإدراك التحديات والتصدي لها. إن كل من ينتمي لهذه الأرض يرسخ مسؤولياته ووقته لمصلحة الوطن بكل إصرار وعزيمة، ولا عجب إن شاهدنا فئات عمرية أكبر ترغب في الالتحاق بكل فخر واعتزاز ومن دون تردد، في تقديم الغالي والنفيس فداء للوطن. وهنا أود الإشارة إلى أن ثمة فئة مهمة وهي فئة طلبة المدارس لا بد من التركيز عليها، وتخصيص مراكز تدريبية تتناسب وقدراتها الجسدية والفكرية، بحيث تُستثمر فترة الإجازة الصيفية للطلبة في التدريب، بما يعود بالنفع على الوطن وأبنائه، وإبعادهم عما قد يستدرجهم إلى أفكار ضالة، لا سمح الله. الوطن يحتاج إلى أبنائه البارين المخلصين، فبالرغم من أن التسجيل لم يكن إجبارياً للمنتسبين، إلا أن عزيمة رجالنا كانت حاضرة وتنتظر هذه الإشارة، لتكون ضمن الصفوف مع إخوانهم الذين سبقوهم في هذا المشروع الوطني. بوركت أيها الوطن بأبناء نذروا حيواتهم لإعلاء رايتك، وجعلوا من أنفسهم دروعاً حصينة لدولة وضعت سعادة الإنسان على رأس أولوياتها. [email protected]