الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

الشارقة والاستثمار في الثقافة

أتيح لي الأسبوع الفائت أن أنضم إلى أحد البرامج التعليمية التي تنظمها مؤسسة الشارقة للفنون، وهو برنامج خاص بالألوان الزيتية يهدف إلى تمكين الطلاب من امتلاك المهارات الأساسية لرسم لوحة زيتية. فوجئت عند التسجيل بأن البرنامج مجاني، وفوجئت في ما بعد بأن أدوات الرسم والخامات وجميع المستلزمات كانت متاحة بحيث لا يضطر المتدرب لاصطحاب شيء معه، بل كان المرسم مجهزاً بأدوات الضيافة على نحو بالغ الكرم، إضافة إلى المواصلات المجانية لنقل المتدربين من بعض مناطق الشارقة. لا يخص الأمر هذه الدورة وحدها، بل هو قاعدة عامة تشمل معظم الدورات الأخرى التي تعد بالعشرات، وتمتد على مدى العام. يحيلنا المشهد إلى سؤال حول الثقافة: هل يمكن للثقافة أن تصبح استثماراً؟ مبدئياً، لا أرى مانعاً يحول دون ذلك، لكن للشارقة طريقة خاصة في الإجابة عن السؤال؛ فللشارقة مشروعها الثقافي الطموح، وهي بلا شك تنتظر مقابلاً سخياً لكل ما تنفقه على مشروعها هذا. الشارقة اليوم تبذر، والأكيد أنها ستحصد فناً وإبداعاً .. ومن قال إن الفن والإبداع لا يقدران بمال؟ من قال إنهما لا يصنعان اقتصاداً، فضلاً عن الجمال والحضارة؟ [email protected]