الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

ما الذي يجري؟

لا أستطيع أن أخفي على أحد أني أعيش في حالة صدمة حقيقية مما يجري في الدنيا هذه الأيام، ومن هذا التطرف الغريب الذي بدأ ينتشر في أصقاع الدنيا، وهذه الغريزة المكبوتة للقتل التي انتشرت مثل فيروس يصيب الناس من اليابان في أقصى الشرق إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أقاصي الغرب. لماذا كل هذا الحقد وكل هذه الكراهية التي ملأت قلوب الناس فجأة؟ ولماذا أصبحنا بين ليلة وضحاها نكره بعضنا البعض ولا نطيق العيش معاً؟ هذه الموجة من القتل والعنف لا ترتبط بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، كما يحاول الإعلام الغربي الترويج لهذه الفكرة. ما جرى في اليابان لا علاقة له بالإسلام، بل إن من قام به إنسان مجنون استقوى على مجموعة من الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفعله الشنيع جريمة نكراء ومشينة لا دخل لها بمعتقد أو دين. وما جرى في ميونخ لا علاقة له بالإسلام أيضاً، فهو شخص مجنون يعاني مشاكل نفسية، وكل العمليات التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، أو بايع من قام بها التنظيم قبل قيامهم بجرمهم، هم مرضى نفسيون ومجرمون وجريمتهم لا تختلف عن جرائم غيرهم لأنهم بايعوا التنظيم، فالقتل هو القتل سواء أكان من قام به مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو بوذياً، والجريمة هي الجريمة مهما كانت الأسباب التي أدت إلى ارتكابها. على الجميع مراجعة أنفسهم جيداً لفهم ما يجري، وإيجاد الحلول المناسبة لوضع حد لهذا التطرف الغريب والنزعة غير المبررة للقتل. الجميع بلا استثناء لأن الجميع مسؤولون عن الوضع الحالي.