الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

لماذا التربية الأخلاقية؟

(رقي الشعوب وتطورها وديمومة بقائها مرهونة بمدى محافظتها على قيمها النبيلة وتمسكها بمبادئها السامية) .. محمد بن زايد آل نهيان. أطلق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، الأسبوع الماضي مبادرة مادة التربية الأخلاقية ضمن المناهج الدراسية. المبادرة السامية تعد فريدة من نوعها على مستوى المنطقة، وتدعم العملية التعليمية بكل أطرافها، والمبادرة لاقت ترحيباً واسعاً من قِبل المختصين بشؤون التعليم وصدى طيباً على الصعيد الشعبي. مادة التربية الأخلاقية تشمل خمسة عناصر رئيسة، هي الأخلاقيات، والتطوير الذاتي والمجتمعي، والثقافة والتراث، والتربية المدنية، والحقوق والمسؤوليات. في نظري جاءت المبادرة في وقتها وفي أوج الحاجة إليها أيضاً، فبعد تنامي ظاهرة التنمر الطلابي والعنف اللامبرر بين طلاب المدارس، وصلت في بعض الحالات بالتعدي على الممتلكات العامة والإساءة إلى العملية التعليمية ومؤسسات التعليم ومكانة المعلم في نفوس الناشئة. وحتى تستقيم العملية التعليمية كان لا بد من إعادة تفعيل القيم التربوية الأخلاقية داخل منظومة التعليم، وإعلاء قيمها ضمن المنهاج الدراسي، فقد ثبت بما لايقبل الشك بأن التربية والأخلاق والتعليم خطان متلاصقان لا ينفصلان، وإذا تراخى أحدهما فسد كلاهما. ونقول لا بد من مساق التربية الأخلاقية: *حتى يعرف الطالب واجباته وقيمة وحقوق المعلم عليه. *حتى يعرف الطالب واجباته تجاه وطنه، ويعرف كيف يسهم في الحفاظ على مقدراته ومكتسباته بدءاً من محافظته على باب مدرسته ونظافة فصله وباحة مدرسته، وحرصه على سلامة مقعده الدراسي. *حتى نعيد أدبيات التخاطب الصحيحة من جديد بين الناشئة ومن يكبرونهم سناً، بدءاً من المعلم إلى الأبوين والموظف والعامل البسيط، والعامل المستخدم في البيت. * حتى يعرف الطالب أدبيات الطريق وقوانينه، بدءاً من الالتزام بآداب القيادة، والالتزام بالسرعة المحددة، واحترام القوانين العامة، وتذكيره بحدود حريته الشخصية وحريات الآخرين، وما هو لائق وغير لائق من سلوكيات في الأماكن العامة وخارج حدود الوطن. *وحتى نزرع في نفوس الناشئة ما يعجز ويذهل ويتراخى معظم الآباء اليوم عن غرسه في نفوس أبنائهم من قيم سامية وفضائل وآداب ومُثل عليا، من المفترض أن يتشربها ويستقيها الطالب من حاضنته الأولى: «الأسرة». [email protected]