عجينة ورق

أحد الأصدقاء أهداني مجموعة من الكتب بعد أن غير مسكنه، وترتب عليه أن يتصرف مراعاة للمساحة الضيقة المخصصة للكتب في المنزل الجديد. مصدر آخر يضاف إلى مصادر الكتب غير الشراء أو التصوير أو الإهداء من المؤلف أو «السرقة» أو تنزيله من شبكة النت بصورته الإلكترونية.. أن تنتظر صديقاً لك من هواة جمع الكتب كي يغير مسكنه، فربما تحظى بكتاب ينفعك.. كنت ما أزال شاباً صغيراً في مرحلة الدراسة الثانوية، وكانت ثقافتي شعرية خالصة، ولي طموح أن أصبح شاعراً، عندما أقيم معمل لصناعة الورق في منطقة قريبة من مدينتي في سوريا تفتقر إلى المواد الأولية الأساسية لصناعة الورق، فكان لا بدّ من الاعتماد على إعادة تصنيع الورق المستعمل لتشغيله. في المدرسة جمعت أكواماً من الورق لنقلها إلى المصنع، وبدافع الفضول أخذت أنقب في هذه الأوراق، فعثرت على كتاب صغير هو رواية (المسخ) للتشيكي فرانز كافكا بترجمة منير البعلبكي. كتاب كان معداً ليتحول إلى عجينة ورق أصبح أهم كتاب في حياتي.. قلب مفاهيمي عن الأدب والكتابة رأساً على عقب.. والأهم أنني بسببه لم أكن شاعراً. [email protected]