السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

فساد القدوة

قيل: «من ازداد علماً ولم يزدد هدى ما ازداد من الله إلا بعداً». كان العلماء والأدباء حتى عهد قريب محاطين بهالة علمهم وكتاباتهم الرصينة الجادة التي ترقى بالنفس وترتقي بالذائقة، ولكن مع انتشار وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صرنا نراهم ونقرأ ردودهم على منتقديهم ومخالفيهم، فتكوّنت لدينا نظرة أخرى مختلفة، فما عادوا كالسابق مختفين عن الأنظار تحفّهم الشائعات وتُنسج حولهم الحكايات، بل أمسى الكثير منهم عراة أمامنا، نعرفهم كما نعرف بعض أقراننا، ونجد أغلبهم مع الأسف يناقضون مـا يروّجون له من أفكار وما يتفوّهون به من ألفاظ تدعو إلى الخير والحق والفضيلة. العلماء والفقهاء والحكماء والأدباء هم قدوة المجتمع ومشكاته وسط دروب الظلام، وبهم يستدلّ الناس على النور والنجاة، وإن لم يكونوا على قدر عالٍ من الأدب والأخلاق السمحة فسيصاب الناس حينها في دينهم وأخلاقهم، ليبتعدوا شيئاً فشيئاً عن العلوم والآداب التي لم تستطع تهذيب سلوك أصحابها. وكما قيل فإن شرّ الفساد هو فساد القدوة، وفساد العالِـم وانحدار أخلاق الأديب أعظم بلاء وأشد خطراً على الأبناء من فساد آبائهم، فقد يصلح الابن وأبوه فاسد، لكن من الصعب أن يسلك طريق الصلاح وليس ثمّة هادٍ أمامه ولا قدوة يحتذي أثرها، ولا أسوة تهديه إلى دروب الرشاد. [email protected]