الحليب الأسود

أتى تنظيم داعش على نصف أراضي العراق قتلاً وحرقاً وتشريداً، واحتل الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، ولم يتحرّك ضمير العالم أو يصحو، لكن الحال لم يبق هكذا عندما اقترب داعش من آبار النفط في كركوك والشمال الكردي، ففي يوم وليلة نزلت أساطيل الجو والبر والبحر لنجدة العراق وأهله وتخليصهم من ظلم داعش وجبروتهم، ولا تزال الموصل محتلّة ولم يتحرك لتحريرها جندي واحد. يحاول الطفل آلان أن يعبر ببراءته إلى ضفة النجاة ويرى المستقبل، لكنه يغرق هو وآلاف الآخرين وتموت أحلامهم وبراءتهم، وكذا تتحطّم الجدران فوق رأس عمران وأصدقائه جرّاء القصف الهمجي لطائرات الأسد وحلفائه، وتموت أحلامهم البريئة تحت الأنقاض دون أن يحرّك العالم ساكناً لانتشال ما تبقى منها، ولكن حين يقرر النظام السوري قصف بعض المناطق الغنيّة بالنفط والموارد الزراعية والتي يسيطر عليها الأكراد يهبّ المارد الأمريكي محذّراً الأسد من الاقتراب من حلفائه. ذات الأمر الذي يحصل اليوم في سوريا والعراق وليبيا يتكرر منذ عقود في لبنان وفلسطين، وكأن المارد الأمريكي الذي يقبع داخل مصباح المصلحة لا توقظه غير كلمة «الحليب الأسود» .. ثمّ يتساءل المحللون بعد ذلك عن سبب تنامي ظاهرة الإرهاب في عالمنا؟ [email protected]