السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

وجبة قشور البيض

طفل لم يبلغ السادسة من العمر، كان أهله يوسعونه ضرباً بين الحين والآخر، والسبب تبوّله في فراشه، واعتبروا هذا الفعل مشيناً لطفل بعمره، لكنّهم عندما قرروا أخيراً الذهاب به إلى الطبيب اكتشفوا أنّ لديه مشكلة طبيّة يستغرق علاجها أسبوعاً واحداً من الجرعات الدوائية المنتظمة، وبالفعل انتهت مشكلته نهائياً في فترة وجيزة جداً. طفل آخر اعتبره الكثير غريب الأطوار، فقد كان يستلذ أكل التراب! وتلقّى في كل مرّة تعنيفاً من أهله الذين عاملوه كالمنبوذ، لكنّهم اكتشفوا فيما بعد أن نقصان الحديد لديه كان يدفعه إلى القيام بهذا الفعل، وطفل آخر عانى من نقص الكالسيوم وكان يشتهي أكل قشور البيض، وهو أيضاً لم يسلم من التقريع والضرب والأذى. أمثال هؤلاء الأطفال أو الراشدين ليسوا قلّة في مجتمعاتنا، وأكثرهم إما يعاني من مشكلة صحيّة أو نفسية وبإمكان الطب اليوم تشخيصها وعلاجها في أغلب الأحوال، لكن المرض الذي لا علاج له هو الجهل، ذاك الوباء الذي يفتك بأرواحنا وأجسادنا وعقولنا ويستحيلها جحيماً ليس علينا فقط وإنّما على المحيطين بنا أيضاً، فالمتضرر من الجهل ليس الجاهل وحده وإنما من يضطرون إلى التعامل معه أيضاً. «أكبر عدوّ للمعرفة ليس الجهل وإنّما الظن بأنك تعرف برغم جهلك» .. ستيفن هوكينغ.