السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

من منهما العاق؟

هو يريد إنجاب طفل ليحمل اسمه ويعينه عند شيخوخته، وهي تريد أن تملأ فراغها وتوثق علاقتها الزوجيّة بواسطة طفل كذلك، أو أن يُشبعا عن طريق إنجابه غريزة الوالدية أو التكاثر، إذ يفكّر أبواه في الأشياء التي يريدانها منه قبل تفكيرهم في الأشياء التي يحتاج إليها هو منهم. يقال إنّ الله أمر الأبناء بالبر أكثر من مرّة، ولم يقم بذلك مع الآباء ولا مرّة، لأنّ من عادة الأبوين الإشفاق على أبنائهما والرحمة بهم، لكنّ هذا الكلام لا نجده دقيقاً في حياتنا العامّة، فأعداد الآباء الذين رموا أبناءهم وراء ظهورهم وأهملوهم وشوّهوا حياتهم كبير جداً، فهناك الكثير من الآباء العاقّين لأبنائهم، وكما قال عمر للرجل الذي جاء يشكو عقوق ابنه «عققت ابنك قبل أن يعقّك» وقد جاء في الحديث الشريف «رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما». ولو كان الأبوان لا يحتاجان إلى من يوصيهما بالإحسان إلى أبنائهما لما كان للحديث مناسبة أو معنى، ولو كان جميع الآباء مسؤولين حق المسؤولية عن تربية أبنائهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة، لما رأينا كل هؤلاء الشواذ، ولو أدرك كل أب المعنى الحقيقي للتربية وقيمتها وما تحتاج إليه من وقت وجهد لتروّى كثيراً وتردد مراراً قبل إنجاب المزيد من الأبناء. [email protected]