الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

آخر الطب الهاشتاغ

فضح بعض الناس والتشهير بهم كان ولا يزال أحد أهم الأساليب للحفاظ على العدل والفضيلة والأخلاق في المجتمع، إذ يخبرنا التاريخ في كثير من قصصه كيف يخرج المظلوم إلى الأسواق شاكياً حاله وباكياً همّه وقلّة حيلته إلى أناس ليس بيدهم شيء لردّ حقه أو رفع مظلمته، لكنّ هذا الأسلوب في التشهير والتظلّم العلني كان يؤتي أكُله في كثير من الأحيان ويعيد الحق إلى صاحبه. والتشهير عقوبة يتم تنفيذها في بعض الأحيان لإهانة الجاني وردع الآخرين ممّن تسوّل لهم أنفسهم اقتراف أمور مماثلة. في زمن مواقع التواصل الاجتماعي صار الهاشتاغ يقوم بدور فضح وتشهير المتطاولين ومتغوّلي حقوق الناس، فلم يعد هناك مواطن لا سند له، وليس ثمّة ما يحول بين المسؤول والمواطن، وقد أصبح كلّ واحد منّا اليوم يمتلك منبره الإعلامي الخاص، وبمقدوره نشر ما يشاء وقتما يشاء. نحن في زمن الفضاءات المفتوحة وكل خطأ يقوم به أيّ مسؤول صار يحاسب عليه، ويتم التشهير به ليس فقط وسط السوق والأحياء والأزقّة، وإنما أمام العالم أجمع، وهو ما يحمّلنا مسؤولية عظيمة تجاه ما نكتب وما نقول، فالتشهير لا ينبغي لنا أن نقوم به إلا بعد استنفاد كل الإجراءات القانونية الممكنة، ولنجعل آخر الطب الهاشتاغ بعدما نيأس من كل الحلول الأخرى. [email protected]