السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

الحلّ الوحيد

القاضي الأسترالي جيم ماكن الذي يبلغ من العمر ثمان وثمانين سنة يعرض على وزير الهجرة في بلاده مبادلة مسكنه وجنسيته مع أحد اللاجئين الذين تحتجزهم سلطات بلاده في جزيرتي نورو ومانوس في ظروف إنسانية غاية في البؤس والشقاء، يقول القاضي ماكن «قد أتمكّن بذلك من إنقاذ ولو شخص واحد من جحيم هذه المعاناة، وعندما يتحقق ذلك سأكون أنجزت شيئاً عظيماً»، وقد أحدث طلبه هذا الكثير من الجدل في أستراليا ونشأت حركة تسمّي نفسها «مبادلة الحياة» لانتشال هؤلاء اللاجئين من بؤسهم المتعاظم. هو يريد مبادلة حياته بكلّ ما فيها من رفاه وسعة في العيش بحياة أخرى بائسة تحفّها المخاطر ويحوطها اليأس من جهاتها الأربع برغم كون ذلك القاضي ليس متديّناً ولا يرجو شكراً لفعله هذا، لكنّ إنسانيّته تدفعه إلى احترام الإنسان من حيث كونه إنساناً ومدّ يد العون والمساعدة له غير آبه بما يروّجه الآخرون من دعاوى محرّضة ضد هؤلاء اللاجئين وخطرهم الداهم والوشيك على المجتمع الاسترالي. الشعور الإنساني لوحده قادر على ابتكار حلول عظيمة وإنهاء الكثير من القصص المؤسفة والأليمة، وبمقدوره أيضاً تغيير الكثير من الحسابات والمعادلات الدوليّة، وأن يعيد الإنسان إلى رأس أولويّاتنا واهتماماتنا، فالإنسانية هي الحل الوحيد الناجع لحل مشكلاتنا وإنهاء مآسينا المتراكمة والمستعصية. [email protected]